مما جعل أمير عسير يصدر أمراً بتكليف جميع الخريجين بدخول المدرسة بالقوة الجبرية وبدون أي عذر كنواة لاستمرار الدراسة بالمدرسة المتوسطة وفعلاً اعتذرت لصاحب العمل الذي أعمل معه بترك العمل والاستقالة ولكن أظهر رغبته ببقائي معه للعمل وفعلا التحقت بالمدرسة بالصف الأول متوسط مع زملائي الذي لا يتجاوز عددنا أربعة عشر طالباً والدراسة صباحا حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بعدها اتجه لموقع العمل بالطاحون المجاور لمكان المدرسة لوقت غير محدد ويحدده إنهاء كمية الدقيق … استمريت على هذه الوتيره للسنة الأولى والثانية وبعد نجاحي من الصف الثاني إلى الثالث متوسط عام 1371هـ كان لدي طموح مواصلة دراستي بالرغم أنني كنت أدرس أغلب ساعات اليوم وأعمل بعد ذلك وكان أحد المدرسين المصريين الذين كانوا يدرسونا قال مداعباً عن وضعي الذي أنا فيه ( أنا في الصبح تلميذ وبعد الظهر طحان رحمه الله وجزاءه الله خير الجزاء ) وهذه حقيقة أفخر بها وتوفيق من الله في الجمع بين الدراسة والعمل .
6- وبعد عيد الفطر المبارك عام 1371هـمباشرةحضر إلى مدينة أبها ومنطقة عسير مندوب من وزارة الدفاع والطيران القائد جميل شيناويلتسجيل الطلبة الراغبين بالالتحاق بالمدارس العسكرية من جميع المستويات تمهيداًلافتتاح المدرسة الابتدائية العسكرية بمدينة أبها وتغذية العسكرية بالطائفبالطلبة وكنت أنا من ضمن المتقدمين ومعي بعض الزملاء الحاصلين على الشهادةالابتدائية الذي لا يتجاوز عددنا تسعة طلاب وقد اعتمد تجنيدي بالخدمة العسكريةاعتباراً من 10/10/1371هـ الذي شرفني الله بها لخدمة ديني ومليكي ووطني .
7- تم تجهيزنا وتحضيرنا نحن التسعة للالتحاق بالمدرسة العسكرية بالطائف كان ذلك يوم 23/10/1371هـ سافرنا بسيارة البريد مساء يوم 26/11/1371هـ وصلنا الطائف واستقبلنا ببوابة القشلة العسكرية حالياً موقع المجمع الحكومي ضابط الخفر المناوب الملازم الثاني عبد الله العميم وسلمنا لمندوب إدارة المدرسة العسكرية الذي كان موقعها داخل القشلة بالجهة الغربية منها ثم التحقنا بزملائنا الذين سبقونا بالتجنيد من مناطق أخرى بالمملكة وبعد الحج مباشرة بدأت الدراسة والتدريب العسكري وقد أمضيت ثلاثة سنوات دراسية عام 1372 -1374هـ وإلى أن تم تخرجي برتبة ملازم ثاني اعتباراً من 15/8/1374هـ تحت رعاية جلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمة الله عليه بصالة مطار الرياض في ذلك الوقت حالياً مطار القاعدة الجوية وكانت دفعتي الحادية عشر آخر دورة تخرجت من المدرسة العسكرية حيث في العام 1375هـ افتتحت كلية الملك عبد العزيز الحربية بالرياض .
8-عينت بعد تخرجي بمنطقة الدمام العسكرية اعتباراً من تاريخ تخرجي 15/8/1374هـ وباشرت بعد إجازة التخرج عملي بالمنطقة كضباط إعاشة ثم ضمت لي إدارة تموين المنطقة (كركن تموين ) وكان هذا عام 1375هـ عندما تجمعت بعض القوات المسلحة السعودية من عدة مناطق بأسباب مشكلة واحة البريمي السعودية على الحدود الشرقية وقد قمت بإدارة إمداد هذه القوات بجميع احتياجاتها من إعاشة ومواد تموينية وتجهيزات عسكرية وقد أخذت مني مجهوداً كبيراً وفقت بفضل الله وكنت فخوراً وسعيدا بذلك من مبدأ إخلاصي لخدمة ديني وملكي ووطني وكذلك بتوجيهات قائد المنطقة في ذلك الوقت ورئيس هيئة الإمدادات والتموين للقوات المسلحة السعودية الزعيم مرزوق التركي الذي وصل إلى رتبة فريق بالحرس الملكي السعودي والذي كان يوجهني بما يراه مناسباً لتأدية واجبي بهذه المهمة رحمه الله حتى تم نقلي إلى منطقة الطائف العسكرية اعتباراً من 1/11/1375هـ.
9- عينت بمركز تدريب المستجدين وكان مكوناً من قيادة مركز تجنيد وعدة سرايا كلفت بقيادة السرية الأولى والثانية والتاسعة وذلك لقلة الضباط وكان ذلك عام 1376هـ و 1377هـ الذي رشحت خلالها بالالتحاق بدورة تأسيس مشاة بمدرسة سلاح المشاة بالطائف ثم رشحت بعدها بالالتحاق بدورة متقدمة مشاة بمدرسة سلاح المشاة أيضاً وكانت أول دورة متقدمة تعقد بالمدرسة وهيئة التدريس والتدريب / البعثة الأمريكية وقد حصلت بهذه الدورتين على تقدير ونتائج جيدة مع نخبة من ضباط سلاح المشاة في ذلك الوقت وكان ترتيبي ما بين الثاني والرابع وفي أوائل عام 1378هـ رشحت للابتعاث لجمهورية مصر العربية للالتحاق بدورات بوليس حربي بمدرسة البوليس الحربي بالقاهرة ومعي أربعة ضباط وهم الرئيس محمد حسن عجيب والرئيس زيد علي عباس والملازم أول صالح أبو زيد رحمهم الله والملازم عبد الرحمن عبد اللطيف حيث أن البوليس الحربي كان حديثاً بالقوات المسلحة وبحاجة إلى تحديث المعلومات والواجبات والاستفادة من الدروس المستفادة من حرب الاعتداء الثلاثي التي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956م وواجبات البوليس الحربي أثناء السلم وأثناء الحرب عدت بعدها إلى المملكة ثم تم نقلي من مركز تدريب المستجدين لسرية البوليس الأولى بالطائف وعملت ضابط تحقيق ومدرب ومعلما ... باشرت عملي بعد العودة من أول شهر جماد الأول 1378هـ بالتدريب والتعليم وإعادة هيكلة وتنظيم السرية بمساعدة قائدها زميلي بالدورة الرئيس محمد حسن عجيب رحمه الله وكان طموحي كبيراً بتطوير مستويات أفراد السرية من ضباط وضباط صف وجنود ولكن لم يمهلني القدر .
10- حدث صباح يوم الأحد الموافق 4/7/1378هـ بالتحديد الساعة الواحدة صباحا أثناء خروجي مع بعض الأفراد للتدريب على حراسة الشخصيات الهامة حدث لي حادث تصادم وانقلاب وأنا راكب موتر سيكل مع إحدى سيارات النقل العام المدينة وكان هذا اليوم أول أيام أعاقتي الجسدية وليس الفكرية والعقلية نقلت على أثر هذا الحادث لمستشفى الأمير منصور العسكري المستشفى الوحيد بمنطقة الطائف والغربية ويعتبر أول مستشفى عسكري خاص بالقوات السعودية وقد باشر علاجي دكتور مصري الذي لم يوفق بإسعافي بالطرق الطبية للمحافظة على سلامتي وكانت الإصابات عبارة عن عدة كدمات مع قطع الشريان الرئيسي الذي يغذي الرجل اليمنى من موضع أعلى الفخذ مما أدى إلى فصل الدورة الدموية من الركبة إلى القدم وكان إسعافي ربط الشريان ربط عادي وفصل الدورة الدموية من الركبة والساق والقدم وخلال الأيام التي تلت الحادث ولم يتحسن أي شيء ولم تتخذ إجراءات أخرى لإسعافي وساءت حالتي الصحية مما اضطر زملائي الضباط بالمنطقة إلى إرسال برقية لصاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله وتغمده برحمته وكذلك عائلتي وقد أمر جلالته بنقلي إلى مستشفى الجامعة الأمريكية بلبنان لوجود أطباء إكفاء بها ولديهم الخبرة وفعلا وصلت إلى مطار الطائف يوم الأحد الموافق 11/8/1378هـ طائرة البريد المتجه من جدة مروراً بالطائف والرياض وكان برفقتي طبيب وممرض ولدى مرورنا بمطار الرياض حضر رئيس هيئة إدارة الجيش ومعه بعض الزملاء الضباط للاطمئنان عليّ ورفع لمعنوياتي وفعلا مكرمة صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله ومقابلة رئيس هيئة إدارة الجيش وزملائي الضباط رفعت من معنوياتي وبعدها وصلنا إلى مدينة بيروت عصر ذلك اليوم وكان باستقبالي بالمطار مندوب وزارة الدفاع والطيران السعودي في لبنان الأستاذ سعيد منصور رحمه الله ونقلت إلى المستشفى وفي نفس الليلة تم الكشف عليّ من قبل المختصين منهم أخصائي جراحة العظام الدكتور عفيف نصولي ومساعده الدكتور سامي نصار وقرروا إجراء استئصال الرجل من الركبة لوجود حالة غرغارينا شديدة معرضة حياتي للخطر وفعلا تم ذلك بنفس الليلة والحمد لله تمت العملية الأولى ولكن بعد شهرين استمرت الغرغرينا بالصعود إلى ما بعد الركبة مما أدى إلى إجراء عملية استئصال مرة ثانية وفعلا استمر علاجي والعناية بحالتي بالمستشفى لمدة سبعة أشهر وخلال وجودي بالمستشفى كان رئيس هيئة الأركان اللواء إبراهيم الطاسان رحمه الله بإجازة وكان يزورني من وقت لآخر وتواجده واستمراره بزيارتي وتذليل كل عائق يعترضني ومراقبة علاجي من قبل الأستاذ سعيد منصور رحمه الله له دور برفع معنوياتي وتقبلي لوضعي وبعدما إلتآم الجرح نقلت للعلاج الطبيعي بمركز التأهيل الخاص بالقس القرطباوي بطريق بيروت عالية بالجبل وقد قابلت حالات إعاقة شديدة ومتوسطة وخفيفة لجميع المعاقين من آثار حوادث السيارات وشلل الأطفال ونظرت لحالتي وإذا أنا بحالة جيدة وممتازة واستمر علاجي هناك لمدة سبعة أشهر ثم أرسلت إلى لندن لعمل جهاز طرف صناعي بإحدى مستشفيات لندن المتخصصة بذلك ( كوين ماري هــــبتل ) ولدى وصولي إلى لندن استقبلني الملازم الثاني الأمير زيد بن محمد السديري جزاه الله خيرا وكانسبب وجوده تخرجه من الكلية الحربية البريطانية وسلم متابعة علاجي وما احتاج إليه للسفارة الباكستانية حيث كانت الراعية لمصالح السعودية بإنجلترا نظرا لقطع العلاقات بين المملكة وبريطانيا بأسباب الاعتداء الثلاثي ...
يـتـبـــــع
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن مفرح ; 26-07-2009 الساعة 01:24 AM.
|