عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 07-05-2009, 02:01 PM   تويكس غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [5]
عضو فـعـال
 

تويكس is on a distinguished road
افتراضي

(5)

انكسر قلبي وتهشم

وتبخرت أحلامي مثل سحاب الصيف

لكن الذي أوجعني أكثر من أي شيء آخر كان شعوري بالمهانة والضعة

شعرت بأنني مجروحة في عمق كرامتي

ضج الغضب المكتوم في داخلي ولم أتمكن من النوم في تلك الليلة

في الصباح الباكر كانت الفكرة قد اختمرت تماما في ذهني

خرجت من البيت وأخذت سيارة تاكسي صفراء مهترئة محتملة فضول سائقها البدوي ونظراته المزعجة

أخذني للمربع

لم أكن أعرف طريق القصر بشكل دقيق فاستغرقنا ساعة وأنا أخرجه من شارع لآخر وهو يتهكم علي:

تبين قصور الشيوخ ..!

وما أن رأيت النخيل المتطاول من خلف الأسوار العالية وذاك الشجر الباسق حتى عرفت بأنني بلغت مرادي.

دخلت من البوابة الكبيرة المشرعة بدون أن يستوقفني أحد.

قطعت المدخل الطويل جدا ثم فجأة وجدت نفسي أمام رجل أسود طويل سألني بخشونة عن من أكون وكيف دخلت وماذا أفعل في حديقة القصر في هذه الساعة المبكرة من الصباح.

قلت له باستعطاف: أنا شادية من طرف فرج الله. قل كذا لعمتك العنود وهي تعرفني.

ما ان انتهيت من جملتي حتى قهقه الرجل الأسود بصوت عال جدا واهتزت كرشه مع أكتافه من شده انفعاله.

عندما تمالك نفسه قال مستهزئا:

لا يا شيخة.. أقول لعمتي وهي تعرف .. أقول : اذلفي هالساعة لا والله تكرهين ساعة جيتي فيها للدنيا.

صحت فيه :

وإن قلت لك لا .. منيب ذالفة .

كنت في الواقع خائفة ومرعوبة من هذا الشبح الأسود الطويل ولكن أحاول أن أحتمي بجدار هش وضعيف وهو أني فتاة وبالتالي لن يجرؤ على لمسي أو حملي وقذفي في الشارع.

في هذه اللحظة بالذات انفتح باب القصر الداخلي وأطلت منه شابة نحيلة لتقول للشبح:

جرس ..وش فيه ؟

وقبل أن ينبس هذا الجرس ببنت شفه أسرعت بخطاي متوجهة لها .

وحين صرت أمامها عرفت أنها مضاوي التي على وشك الزواج: بادرتها بظلال ابتسامة على شفتي:

عمتي أنا شادية .. الطقاقة اللي جيبت مع فرج الله .. ماعرفتيني ؟!

قالت بسرعة وكأنها تقابلني للمرة الأولى: نعم .. وش تبين بالضبط ..

قلت لها في عبارات لاهثة ومتلاحقة حجم العناء الذي لقيته في الاعداد للعرس ..

وعن حلمي الذي صحبني لأسابيع بأن احيي الحفل ..

قلت خصصوا لي ساعة وحدة فقط من العرس لكن لاتحطموا مرة واحدة هذا الحلم. ومتأكدة سأبيض وجوهكم

حين سكت أنتظر ماتقوله، وجدتها توجه الكلام لشبحها الأسود وهي تغلق بابها مختفيه في عالمها:

جرس .. شف شغلك !

أسرع الشبح نحوي وهو يشدني من عباءتي ويسرع بي.

تعثرت أكثر من مرة وأنا أسبه وأشتمه، وهو يبادلني الشتائم.

قذف بي على الرصيف وهو يلعن السوقة من أبناء وبنات الشوارع.

وفي غمرة نحيبي سمعت صرير البوابة الكبيرة وهو يغلق.


    رد مع اقتباس