عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 08-01-2010, 07:28 PM   أبو ديما غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [2]
مشرف الثقافة العامة والتاريخ
الصورة الرمزية أبو ديما
 

أبو ديما is on a distinguished road
افتراضي

أخي و أختي القارئة إذا شرقت وشككت بهذه الأرقام حول المسافات والأبعاد والأحجام للسماء الدنيا

، وخالجتك الظنون أن ما سلف مبالغ فيه وربما مخالف للواقع ننصحك ألا تكمل قرأة

المقال فحتماً لن يُسعفك عقلك وخيالك للتدبر في خلق الله


{ فلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُون َ وَمَا لا تُبْصِرُون َ}.


*****
لنقفز وندع نجوم مجرتنا مجرة التبانة Milky way ونرى أقرب المجرات لنا وهي

مجرة المرأة المسلسلةAndromeda Galaxy المجرة الوحيدة المشاهدة بالعين

المجردة، وتبعد عن نظامنا الشمسي حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية، بعبارة أخرى أنت

تشاهد حدثاً في الماضي البعيد، حدث قبل 2.5 مليون سنة وسار بسرعة الضوء ليقطع

مسافة قدرها 23,635,637 ,371,200,0 00,000 كم أي 23 كوانتليون.






عنقود الثريا مجرة التبانة كما تخيلها العلماء بناءاً على معطيات رقمية راديوية.

وهذه المسافة التي يطيش العقل لها لا تمثل إلا جارة قريبة لمجرتنا فكيف إذا تحدثنا عن

مجرات تبعد عنا بليون سنة ضوئية كما اكتشفها مرصد The Gemini South

Telescope في شيلي حيث يستغرق الضوء مسافراً من تلك المجرة حتى يصل

إلينا بليون سنة ليقطع مسافة 9,454,240, 512,000,00 0,000,000 كم
أي حوالي سكستليون ونصف


سبحانه { وَسِعَ كُرْسِيُّه ُ السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْض َ}.








يشير السهم لموقع أبعد مجرة عرفها الإنسان حتى الآن


فسبحان من له { مُلْكُ السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْض ِ}


فهذه الأبعاد الفلكية لا تمثل إلا جانباً من المسافات البينية بيننا وبين المجرات التي تعج

بها السماء الدنيا حيث يقدر علماء الفلك عددها حوالي 100 بليون مجرة تسبح في بحر السماء الدنيا


قال تعالى


{ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }


هذه السماء الدنيا فكيف بالسماء الثانية وما فوقها، هذا جانب ومن جانب آخر السماء تنتفخ وتتسع منذ خلقت


{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }


*****
ومزيداً في الإيضاح لمن ضاقت به الأرقام والأحجام والمسافات فعجز أن يتصورها وحتى أن يتخيلها


لنفترض أن المسافة بين كوكب الأرض والقمر 381,706 كم تعادل جدلاً المسافة بين

عينيك اليمنى واليسرى 10 سم فإن المسافة بيننا وبين الشمس ستصبح 39م ،

والمسافة بيننا وبين كوكب بلوتو 1.5كم


بينما بيننا وبين اقرب نجم إلينا 1050819216 9كم فما بالك بما هو أبعد من ذلك ؟


*****
وعود على بدء قصة المعراج العجيبة بأي سرعة حدثت ؟

تدبر معي الإعجاز الإلهي في ضوء ما سلف

فلوكانت رحلة المعراج بأقصى سرعة عرفها البشر وهي سرعة الضوء لاستغرقت رحلة

المعراج 440 سنة لبلوغ نجم الثريا فقط !

فإن أرادو زيارة مجرة المرأة المسلسة لاستغرقت الرحلة 2.5 مليون سنة ليبلغوها !!

فكيف إذا سافروا إلى أبعد ما يبصرون عبر التلسكوبات من مجرات بعيدة لاحتاج الأمر إلى بليون سنة !!
فكيف إذا سافروا إلى ما لايبصرون!


{ فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُون َ وَمَا لا تُبْصِرُون َ}


والعلم والعلماء لا يعلمون حدود وأطراف السماء الدنيا فضلاً عن غيرها وبالتالي لا

يعلمون عن بعد السماء الثانية كيف هو؟

فإذا العلماء وقفوا حائرين مما أبصروه في آفاقهم الدنيوية فكيف الحال في ما لم يبصروه

في السماء الثانية وما فوقها أي بُعد نتحدث عنه ؟

وأي سنين يحتاجه الضوء ليصل إلينا وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى


{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْض َ وَمَا بَيْنَهُمَ ا إِلَّا بِالْحَقِّ }.


*****


السؤال الكبير الذي يكمن فيه التفكر والتدبر والتأمل في خلق الله عز وجل بأي سرعة

صلى الله عليه وسلم عُرج به؟ حتى تجاوز السماء الدنيا بأقمارها وكواكبها ونجومها

ومجراتها وسدمها وما نعلم وما لا نعلم من خلق الله فيها! بأي سرعة مذهلة معجزة

اختصرت بلايين السنين في لحظات كلمح البصر وإذا به صلى الله عليه وسلم عند أبيه

آدم عليه السلام في السماء الدنيا! وبلمح البصر وإذا المصطفى في السماء الثانية عند

أخيه عيسى ويحي عليهم السلام .. ولحظات ليقطع السماء الثانية إلى الثالثة عند أخية

يوسف عليه السلام! وهكذا حتى وصل إلى السماء السابعة عند أبيه إبراهيم عليهما السلام.


*****



الله أكبر وصل الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى نقطة كونية لم يبلغها بشر من قبله،

وسار بسرعات وقطع مسافات لا تستوعبها العقول البشرية ولا حتى الآلية

فلا يصلح معها وحدة قياس مسافة ولا سرعة والأمر كله بيد الله


الله أكبر بأي سرعة عُرج بحبيبنا صلى الله عليه وسلم ؟


فلا سرعة الضوء تجدي ولا سرعة تباعد المجرات عن بعضها يغني، ولكنها سرعة من

يقول للشئ كن فيكون، إنها سرعة من يدبر الأمر في السموات والأرض، إنها سرعة

تتوقف كل النواميس الطبيعية أمامها وتتلاشى كل المعادلات الرياضية حيالها!


بأي سرعة عُرج بحبيبنا صلى الله عليه وسلم؟


إنها سرعة { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر ِ}


ثم لما بلغ المصطفى صلى الله عليه وسلم السماء السابعة واطلع على البيت المعمور في

السماء السابعة أُذن له أن يرقى ويصعد إلى مكان قُصر عليه وحده دون جبريل {لِنُرِيَه ُ

مِنْ آيَاتِنَا} .. خرج عن حدود ونطاق الكون الدنيوي المحكوم بنواميس دنيوية خرج إلى

عالم آخر لم يطّلع عليه أحد من البشر قاطبة .. فإلى أين وصل؟ وإلى أي ارتفاع بلغ؟

وماذا حدث؟ تلك قصة قد خلت من قبلها قصص ولكن ليس لمثلها قصة.
وعلى دروب العلم نلتقي فنستقي ونرتقي.

منقول


كاتب هذا المقال
الدكتور \ عبدالله المسند


التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    رد مع اقتباس