عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 24-04-2010, 11:22 PM عابر سبيل غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية عابر سبيل
 
عضو نشيط
 

افتراضي كرسي العار بقلم عابرسبيل



كرسي العار بقلم عابرسبيل

كثير من الناس يضحي بكل شيء ولو كان عرضه وشرفه !! ، فهذا عزيز مصر اسوة لمن بعده ، هذا عزيز مصر يكشف العار، داخل قصره ، وفي غرفة نومه ، ويشاهد حرمه المصون !! تراود فتاها وهو يهرب منها صائحا ( معاذ الله ) وهي تلهث خلفه ( هيت لك !! ) تعال يا حبيب قلبي فالأبواب مغلقة والستائر مسدلة ، والأجناد وقياداتها رهن اشارتي فلما تخاف من سيدتك وولية أمرك .
أما تدري من زوجي أنه رئيس وزراء دولة مصر ، أنه العزيز ؟ قال يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام أعلم ذلك لقد أكرم مثواي ولكن هيهات ثم هيهات أن أوافقك على هذا المبدأ ، فليس مستغربا على من هو أدنى من عزيز مصر ، أو على شاكلته في كل عصر وزمان ومكان ، أن يضحي بكل شيء من أجل المحافظة على الكرسي ، فمن خلاله يأتي المال ومن خلاله الجاه ومن خلاله سيفه مسلط على من يخالفه بالرأي أو ينتقصه ولو بكلمة ، وقع عزيز مصر بين نارين نار الكرسي ، ونار الشرف ، فاهدر الشرف من أجل الكرسي ملتفتا الى يوسف والى زوجته قائلا ليوسف الصديق ( يوسف أعرض عن هذا ) يعني انس تجاهل هذا الموضوع نهائيا ، ونظر لزوجته قائلا ( استغفري لذنبك اٍنك من الخاطئين ) نعم هذا اعتراف صريحا بلسان عزيز مصر ، تبرئة يوسف من التهمة التي لفقتها عليه زوجته ، عزيز مصر خاف على كرسي الذل والعار من الفضيحة ، ولكن زوجات ( أولو الأمر ) أو ( أهل الحل والعقد ) نشروا الخبر فانتشر بين الناس ( وقال نسوة في المدينة – امرأت العزيز تراود فتاها ، قد شغفها حبا اٍنا لنراها في ضلال مبين ) فارتئا العزيز ( الذليل ) من خلال منصبه ونفوذه أن يحول البرىء مجرم !! ويجعل المجرم برىء ، فبدلا من أن يستقيل من منصبه فضل ستر الفضيحة بسجن البرىء يوسف الصديق عليه السلام ، الشاهد على تلك القصة أن أغلب الناس بتاريخينا المعاصر ، طبقوا هذا البروتوكول ، لايهمه خوفا من الله ولا أمانة ولا شرف مايهمه ( المنصب ) كل شيء يهون من أجل الكرسي وماسواه ثانوي الظلم عدل والغدر والمكر سياسة والغيبة والنميمة شرف ووسام نقل مايدور بالمجالس والأسواق والتجمعات والمساجد وغيرها !! ورمي الشرفاء والشريفات بالسجون شجاعة ، وحماية الفساد والمفسدين والمجرمين واجب مقدس ، والكذب والتضليل والتدليس والتلبيس مرءوة وبعد نظر للمحافظة على الوطن والأمن المزعوم ، ولو استرسلت في الموضوع أخذ وقت طويل ، حول المتناقضات وأغرب المعادلات ، واٍن لم تكن ذئبا كلتك الذئاب البشرية ، التي ترفع الشعارات الاٍسلامية وتتزلف بها ليلا نهارا – ماملت من الكذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالاٍعلام المرئي والمسموع والمقروء ، وفعلا ما أشار اٍليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما ( اٍذا لم تستحي فاصنع ماشئت ) ليس بعد الحياء عيب ، وليس بعد الكذب صدق ، وليس بعد الكفر والشرك ذنب ، الذي لم يعد يخاف من الله أو أقل شيء يستحي منه . عليه لا يلبس ملابس الملائكة بالنهار وعندما يسدل الليل ستاره يفسخها ويرتدي ملابس الشياطين ، يا أبيض يا أسود يا يطبق شرع الله في الجميع حاكم ومحكوم شريف ووضيع غني وفقير قوي وضعيف واٍلا فحكم الجاهلية أرحم وأخف كل يده طويلة وبني عمه ( عزه وفخره وسيفه البتار ) اٍلا اٍن كان الله أنزل دينه الاٍسلام على الفقراء والمساكين خاصة ، فلا عندنا اعتراض على حكمه فهو الاٍله والرب لاأحد سواه ... هذا ما عندنا والله أعلم .
رد مع اقتباس