عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 17-09-2010, 02:13 PM   عبدالله بن مفرح غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [6]
المسؤل عن الموقع وإدارته
الصورة الرمزية عبدالله بن مفرح
 

عبدالله بن مفرح is on a distinguished road
افتراضي

[justify]
عزيزي مشقاص وفقك الله
واضح أنك بلغت أشدك إن لم تكن تجاوزت فالملك فيصل رحمه الله توفي عام 1395هـ سنة زواجي بمعنى آخر منذ ستة وثلاثون عام وكان الوضع آنذك مختلف إختلافاً شبه كلي عما نحن عليه اليوم .
كنت وقتها أسكن في حي العتيبيه بمكة المكرمه وكان معظم ساكني الحي من جهينه أفضل الجيران فيمن عرفت كانوا إذا رأوا شخصاً متجهاً لأعلى الحي سألوه من يريد فيقول أريد فلان من الناس فيرد عليه السائل إن فلان غير موجود ( تفضل عندنا ) ويلح عليه فإن إعتذر قال سنخبره بمجيئك ...
يبدو أن هذه صورة لما كان عليه الناس في تلك الفتره من تعايش وتعاون وتعارف وكان أي واحد في الحي يقوم مقام الأب في تأديب من يرى إعوجاجه من أبناء الجيران .

إختلفت المفاهيم بتوفر الدراسات التي إقتحمت عالمنا وأهمها دراسة علم النفس التي أكدت ان القسوه مع الأبناء ذات مردود سيء رافقها التراخي في التربيه من الجانبين منزلياً وتعليمياً فكان الأب يقول للمعلم لك اللحم ولنا العظم ثم دار المؤشر من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار فلم يعد اللحم ولا العظم لا للمعلم ولا للأب وتحرر الأبناء من كثير من القيود رافق ذلك الخوف بل الهلع من القسوة التي قد تؤدي بالإبن إلى أحضان من يوفر له أمانه وطلباته فيفقد الأب السيطره نهائياً فكانت تلبية الطلبات من الأب للإبن وكان ضعفه أمام أي دمعة بسيطه من الإبن كفيلة بتلبة أي طلب حتى السفر مع الصحبه .

عالمنا الإفتراضي مليئ بالمغريات وإن لم يساير أحدنا عالمه الإفتراضي فقد يجد نفسه في عالمه الحقيقي لوحده فقط ولن يتوقف أحد معه إطلاقاً وإن توقف قسراً فسيأتي اليوم الذي يندم فيه لإستيقافه الآخرين في عالمه ودليلي في هذا ما نراه وما رأيته من قبل من كثير ممن حافظوا بقسوه ثم وجدوا انفسهم في يوم من الأيام غير قادرين على فعل أي شيئ .

وقد نسب إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال (لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم) ...

أنا شخصياً كانت لي تجربه ولله الحمد ناجحة جداً في كيفية التعامل مع الأبناء وتوفير ما يبقيهم قريباً مني وفي محيطي .
صحيح ان هناك بعض التمرد على شيئ مما نحن عليه من السابق لكن ليس هناك عصيان أبداً لأنني أوجدت ولله الحمد أرضية واسعة للتفاهم والإختيار الأمثل للمفيد والنظر بعيداً للإستشراف إذ لا بد من التعاطي مع كل جديد مفيد وإبداء الراي فيما هو سيئ لتجنبه بقناعة لا يرفقها قسوه ليقيني بان القناعه هي أفضل بكثير من الإحترام الشكلي الذي قد يجعل الإبن يلبي إرشاداتك ما دمت حاضراً ويستغل أوقات غيابك لللمارسة ما نهيته عنه لكن القناعه تجعله يتجنب السيئ في غيابك وحضورك .
بقي أن أسال الله العلي القدير أن يجنب ابناؤنا جميعاً ما يسوءهم وأن يبصرهم إلى ما ينفعهم ديناً ودنيا .
وأن يرزقك يا أخ مشقاص حسن العمل وفضائله فلقد فتحت لنا باباً للنقاش والإستفاده رضي الله عنك وعليك ،،،
[/justify]


التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    رد مع اقتباس