منتديات ديوانـية القاريـه و لـحيفه الرئيسـيـة - عرض مشاركة واحدة

#1 26-05-2009, 04:43 PM

.
.
.
في لحظات غروب صامته وجو بارد كئب ورائحه الدخان والموتي تعم المكان
كنت هناك واقفه بين حطام منزلي القديم احمل بين يدي دميه صغيره لطفله كانت تحلم بالحياه والمستقبل الزاهر في يوما ما
عدت بذاكرتي لذلك اليوم البائس ......

رباه انقذنا من هذه الماساه << كنت اردد هذه الجمله في اثناء قصف بلا رحمه
سئمت من هذا الوضع المزري وسئمت من هذا الاحتلال ولكن ليس هذا ما يزعجني الان
ما يخيفني الان صراخ ابنتي الصغيره ودموعها التي تتساقط بدون ذنب ارتكبته سوى انها فلسطينيه
طفلتي لا تخافي سينتهي كل هذا اعدك اعدك
...
لا اعلم مالذي حدث وما هذا الصوت المدوي ولما كل شئ اصبح حولي حطام لكن لايهم المهم الان ان القصف انتهى وانتهى معه صرخات صغيرتي المسكينه
ركضت اليها ...
وكلي شوق لاضمها لصدري واهدئ من روعها ...
!
!
!
لا لا مستحيل ما تراه عيناي اين طفلتي الجميله
بثوبها الابيض الجميل وشعرها المعقود بتلك الشرائط الحمراء
التي لطالما احبتها كيف لا وهي اخر ما تذكره من والدها قبل استشهاده
ارى الان طفله ليست طفلتي نعم ليست طفلتي
مستحيل ان تكون هي
اقتربت بخوف لم تعد تستطع قدامي الوقوف وان اراها انها هي يداها الصغيرتان شرائطها الاحمراء ولكن لم ثوبك الجميل اصبح احمراللون
صغيرتي لم لا تجيبني
لم انت مغمضه عيناك
تعالي الى امك
اما زلتي خايفه
طفلتي اجيبني لا تتركيني وترحلى
لا استطيع البقاء دونك
اعلم انك ربما غاضبه مني لاني كل مرة اقول لك سينتهى هذا ولكن ماليبث ان يعود
ربما سئمت من تخلي الجميع عنا .. ربما وربما وربما
ولكن ليس بيدي حيله حبيبتي ....

توقفت بذكرياتي هنا
ولكن دموعي تساقطت دون توقف ....
صغيرتي عودي لا ترحلي
اعلم انك حرمتي من طفولتك
واغتيلت برائتك بايدي قذره
اعلم انك اشتقت لوالدك
لازلت اتذكر حينما استشهد والدك عندما حضنتني بايدك الصغيره وقلت اين بابا
اخبرتك انه ذهب الى الجنه وسألتني حينها لم لم ياخذنا معه ...
صغيرتي لما لم تاخذيني معك لم اخترتي الرحيل وحيده وتركتني هنا ايضا وحيده
كيف ساكمل دربي بدونك
بدون ان اسمع ضحكاتك الصغيره
واناشيدك عن القدس بصوتك العذب
بدون ان اضمك الى صدري لانسى كل همي وماساتي
اخذت دميتها وضميتها الى شممت رائحه ابنتي فيها كيف لا فقد كانت معك عندما فارقت الحياه

.......................................

قبلتها قبله وداع اخيره اختلطت فيها دموعي ودمائها
حبيبتي عذرا لاننا خذلناك
عذرا لاننا ضحينا بدمك لاننا فضلنا ان نبقى نحن على قيد الحياه
لكني لا ازل عند وعدي لك سينتهي هذا يوما ستحرر فلسطين
سيذكر التاريخ دمائك المهدوره بدون ذنب
الوداع ياحبيبتي الى ان التقي بك في جنه الخلد عند رب رحيم
الوداع ...............

كلمات من بوح قلمي والتي سبق نشرها قبلاً.

أميرة الورد