عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 24-07-2011, 02:02 AM   الطاروق غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [2]
مشرف سابق
الصورة الرمزية الطاروق
 

الطاروق is on a distinguished road
افتراضي

صاحب السمو ...
اسأل الله ان لايحرمك اجر هذه الكلمات فقد تكلمت عن قربة من أفضل القربات وأسمى الطاعات وارفع الدرجات
الا وهي " بر الوالدين " فقد قرن الله تعالى طاعته وعبادته ببر الوالدين كما قال عز وجل
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالولدين إحسانا............ الآية)
ولعمري بر الوالدين لا يخفى على ذي عقل والكثير مع الأسف يظن أنه إذا فعل شيئا أو أشياء لوالديه أنه قد كافأهما وهذا ظن سيء فالإنسان مهما بلغ من بر والديه وخاصة الأم لايكون قد كافأهما.
ولكن متى تكون المكافأة الحقيقية للوالدين؟
إن الإبن لا يكافأ والديه إلا في حالة واحدة إذا وجدهما أو أحدهما مملوكا فيشتريه فيعتقه .
قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ).
والوالدان شأنهما شأن عظيم ورعايتهما من أوجب الواجبات على الأبناء فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انبئني يا رسول الله بأحق الناس مني بحسن الصحبة قال نعم والله لتنبأن قال من ؟قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك)
أنظر يا رعاك الله إلى تكرار حق الأم أكثر من الأب وذلك لما تلقاه الأم وتعانيه من آلام الحمل والولادة والتربية والخوف والقلق بالليل والنهار كيف لا والله عز وجل قد قال( حملته أمه كرها ووضعته كرها) وقال عز وجل ( حملته أمه وهنا على وهن ) أي مشقة على مشقة وضعف على ضعف تذكر يارعاك الله عندما كنت في بطن أمك كنت علة من العلل لا يخالجها راحة ولا تهنأ بنوم وتذكر عندما وضعتك كم عانت من الآم الولادة والوضع ما لا يعلمه إلا الله قد رأت الموت عيانا فلا هي من الأموات ولا هي من الأحياء وتذكر بعد وضعها لك كم فقدت من الدم ومن صحتها وتذكر عندما كانت ترضعك تعطيك غذائها مدة الإرضاع ومع كل معاناتها فسرورها بك لا يصفه الواصفون.وتذكر رعايتها لك وتنظيفها لبدنك وملبسك من الأوساخ والأقذار.وتذكر مدى خوفها وفزعها عندما يصيبك مكروه وفرحها وسرورها إذا رأتك فرحا مسرورا كم باتت جائعة في سبيل توفير غذائك وطعامك.وتذكر سهرها بالليل وقلقها بالنهار إذا مرضت أو أصابك مكروه وذاك والدك كم طال كده وتعبه عليك في سبيل توفير كل ما يسعدك كل ذلك وغيره كثير يتحمله الوالدين إضافة إلى التعليم والتوجيه إلى ما فيه صلاح دينك ودنياك فهل تظن ياأخي أنك بأعمال بسيطة تكون قد بررتهما إن حقهما أعظم من ذلك بكثير.



فيا معاشر الشباب الله الله في بر والديكم واحذروا أبواق الشر والعدوان التي تحاول تفكيك الأسر والمجتمع وإطفاء هذا الشعيرة العظيمة
ومن رزقه الله والديه بين يديه فهما بابين من ابواب الجنة مفتوحين امامك
ومن حرم احدهما او كلاهما فالله الله بالدعاء لهما وزيارت اصدقائهما وتقديم القربات " المقره شرعاً " عنهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكرني بكائك على هذا الموضوع ببكاء خير البرية وافضل البشرية صلوات الله وسلامه عليه
يروي أن رجلاً جاء إليه بابي هو وامي ذات يوم
وهو يشكو عقوق ولده فقال: يا رسول الله كان ضعيفا وكنت قويا،
وكان فقيرا وكنت غنيا،
فقدمت له كل ما يقدم الأب الحاني للابن المحتاج
ولما أصبحت ضعيفا وهو قوي وصار غنيا وأنا محتاج, بخل علي بماله،
وقصر عني بمعروفه،
ثم التفت إلى ابنه منشدا:


غــــــذوتك مولــــــــــــودا وعلتك يافعا *** تعـل بما ادني إليــك وتنهــــل

إذا ليلة نابتك بالشكوى لم أبت *** لشكواك إلا ساهــرا أتملمـل

كــــــــأني أنا المطـروق دونـك بالذي *** طرقـــــــــــت به وعيني تهمــــــل

فلما بلغت السن والغاية التي *** إليها مدي ما كنت منك اؤمـل

جعلت جزائي منــــك جبها *** وغلظـة كأنك أنت المنعـم المتفضل

فليتك إذ لم ترع حـــــــــــق أبوتي *** فعلت كما الجـــــــــــــــار المجاور يفعـل

فاوليتني حق الجــــــــــــوار ولم تك *** علي بمـــــــــــــال دون مـــــــالك تبخـــــــــل




فبكي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكي

ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك.


التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    رد مع اقتباس