عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 17-08-2011, 11:41 AM أبو ديما غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية أبو ديما
 
مشرف الثقافة العامة والتاريخ
 


Post غزوة بدر الكبرى



تعتبر غزوة بدر أول مواجهة عسكرية حصلت بين المسلمين و بين كفار قريش ، كما و تُعدُّ هذه الغزوة من اشهر الغزوات التي قادها الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) ضد الكفار .
ما هي نقاط الأهمية في هذه الغزوة ؟
لهذه الغزوة مكانة رفيعة ومتميزة في تاريخ الإسلام إذا ما قيست بغيرها من الغزوات ، فقد وَسَمَت المجاهدين الذين اشتركوا فيها بوسام متميز من التقدير و الاحترام ، و سجل التاريخ بطولاتهم في صفحات مشرقة بحيث صار المجاهد البدري يُعرف بطلاً مقداماً يتمنى المسلمون أن لو كانوا مكانه ، فكان يكفي المسلم قدراً آنذاك أن يقال عنه انه بدري .
أما السبب في أهمية هذه الغزوة فيعود إلى حجم الانتصارات التي حققها المسلمون في هذه الغزوة بقيادة النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) من جانب ، و إلى التأثيرات الإيجابية التي خلّفتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من جانب آخر ، إذ رفعت من معنوياتهم و زادت في إيمانهم ، و هزَّت كيان العدو و ضعضعت عزيمته ، كما و غيّرت وجهة نظر الأعداء إذ صاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين أنهم قدرة لا يستهان بها .
لماذا سمّيت هذه الغزوة ببدر ؟
أما سبب تسمية هذه الغزوة ببدر فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و من هذه الغزوات غزوة بدر التي سميت باسم مكان المعركة إذ أن المعركة وقعت على ارض بدر ، و بدر اسم لوادٍ يقع بين مكة المكرمة و المدينة المنورة ، و هو أحد أسواق العرب و أحد مراكز تجمعهم للتبادل التجاري و المفاخرة ، و كان العرب يقصدونه كل عام .
عدد المشاركين في هذه الغزوة :
أما عدد المشاركين في هذه الغزوة من المسلمين و المشركين فيقدرون بـ ( 1313 ) مقاتلا ، ( 1000 ) منهم من المشركين و ( 313 ) منهم من المسلمين ، أما المسلمون فكان ( 82 ) منهم من المهاجرين و ( 230 ) منهم من الأنصار ، و أما الأنصار فكان ( 170 ) منهم من قبيلة الخزرج و (61 ) منهم من قبيلة الأوس .
تاريخ وقوع هذه الغزوة :
أما تاريخ وقوع هذه الغزوة فقد كان صباح يوم ( 17 ) شهر رمضان المبارك سنة ( 2 ) هجرية ، حيث بدأ القتال بين المسلمين و الكفار بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين ، و استمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم ، و عنده كتب الله النصر للمسلمين بعد أن سقط من الكفار ( 70 ) قتيلاً و أُسر منهم ( 70 ) ، و انجلت الغبرة بهزيمة الأعداء و فرارهم .
بعد ذلك أمر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بدفن الشهداء و مواراة القتلى من الأعداء ، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر ، ثم توجه المسلمون إلى المدينة المنورة و هم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر و بما رزقهم من الأموال و الغنائم ـ التي كانوا في اشد الحاجة إليها ـ و بما صحبوا معهم من الأسرى .
أسباب وقوع هذه الغزوة :
أما أسباب اندلاع القتال في غزوة بدر فتعود إلى أن قريشاً كانت تعامل المسلمين بقسوة و وحشية منعدمة النظير مما حدا بالمسلمين إلى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، لكن قريشاً لم تكُف اليد عن إيذاء المسلمين بل لجأت إلى مصادرة أموالهم و نهب ممتلكاته ، و استمرت في مواقفها التعسفية هذه تجاه المسلمين حتى اُخبر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بان القافلة التجارية الكبرى لقريش المحملة بمختلف البضائع و الأموال , و التي تقدر قيمتها بخمسين ألف دينار و المحملة على ألف بعير سوف تمرّ بالقرب من المدينة و هي في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام ، عندها قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يقابلهم بالمثل و يسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين و ذلك عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم و مصادرتها .
لكن أبو سفيان الذي كان يترأس القافلة التجارية لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه و أرسل إلى قريش من يخبرهم بذلك و طلب منهم المدد و العون ، فهرعت قريش لنصرته و الدفاع عن أموالهم بكامل العدة و العتاد الحربي و كان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل .
و هكذا فقد تمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة و نجا بنفسه و الأموال التي كانت معه ، لكن مقاتلو قريش عزموا على قتال المسلمين ، فكانت النتيجة انهم خرجوا منها بالعار و الخزي و الهزيمة و الخسائر الجسيمة ، و هكذا نصر الله تعالى نبيه الكريم .

وإليكم بعض الخرائط والصور عن غروة بدر الكبرى:














عـســكـر الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم فـي هـذه الـمـنـطـقـة
و هـذا الـكـثـيـب مـن الـرمـل هـو الـعـدوة الـدنـيـا الـمـذكـورة فـي قـولـه الله تـعـالـى :
(( إذ انـتـم بـالـعـدوة الـدنـيـا ... )) الآيـة

و لـنـأخـذ جـولـة فـي الـمـكـان و لـنـتـأمـل الـصـورة الـتـالـيـة





الـسـهـم الأيـمـن يـؤشــر عـلـى الـعـدوة الـدنـيـا و فـي ســفـحـهـا مـعـســكـر الـمـسـلـمـيـن
الـسـهـم الأوســط يـؤشــر عـلـى طـريـق الـقـوافـل
وهـو الـطريـق الـذي كـان ســيـمـر مـنـه أبـو ســفـيـان بـالـقـافـلـة
الـسـهـم الأيـسـر يـؤشــر عـلـى جـبـل الـمـلائـكـة





جـبـل الـمـلائـكـة و ســبـب الـتـســمـيـة )


دعـا الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم مـن الـعـريـش بـالـنـصـرة لـلـمـســلـمـيـن و ألـح عـلـى الله فـي الـدعـاء حـتـى أكـرم الله هـذه الأمـة بـحـدث عـظـيـم لـم يـحـدث مـن قـبـل و لا مـن بـعـد حـيـث نـزلـت الـمـلائـكـة عـلـى هـذا الـجـبـل. يـقـول الله تـعـالـى عـن هـذا الـحـدث : (( إذ تـسـتـغـيـثـون ربـكـم , فـاســتـجـاب لـكـم أنـي مـمـدكـم بـألـف مـن الـمـلائـكـة مـردفـيـن . ومـا جـعـلـه الله إلا بـشــرى , ولـتـطـمـئـن بـه قـلـوبـكـم , ومـا الـنـصـر إلا مـن عـنـد الله , إن الله عـزيـز حـكـيـم )). و أمــدَّ الله نـبـيّـه صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم بـألـف مـن الـمـلائـكـة , فـكـان جـبـريـل عـلـيـه الـســلام فـي خـمـســمـائـة مـجـنـبـة , ومـيـكـائـيـل عـلـيـه الـســلام فـي خـمـســمـائـة مـجـنـبـة " . . قـال ابـن إســحـاق : وقـد خـفـق رســول الله صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم خـفـقـة وهـو فـي الـعـريـش , ثـم انـتـبـه , فـقـال : " أبـشــر يـا أبـا بـكـر , أتـاك نـصـر الله . هـذا جـبـريـل آخـذاً بـعـنـان فـرس يـقـوده , عـلـى ثـنـايـاه الـنـقـع " يـعـنـي الـغـبـار.


الله أكـبـر ... الله أكـبـر ... فـلـنـتـخـيـل إخـوانـي الأعـزاء قـوة الـمـنـظـر جـيـش الـمـلائـكـة بـقـيـادة ســيـد الـمـلائـكـة جـبـريـل عـلـيـه الـســلام قـادم إلـى أرض الـمـعـركـة لـيـنـضـم إلـى جـيـش الـمـؤمـنـيـن بـقـيـادة خـيـر الـبـشــر صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم




و أمـا الـمـشــركـيـن فـكـانـوا فـي الـعـدوة الـقـصـوى ( الـمـشـار إلـيـهـا بـالـسـهـم )
الـمـذكـورة فـي قـولـه تـعـالـى : (( و هـم بـالـعـدوة الـقـصـوى ... )) الآيـة





التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس