عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 29-08-2011, 01:37 AM سرحان غير متواجد حالياً
 
 
عضو جديد
 


افتراضي أرى الكثير منكم ينقل ما راق له وهذا مما راق لي

الصفحة الرئيسة
كتاب ومقالات

تلميح وتصريح
طاش.. وفوبيا النقد
حمود أبو طالب

حين يكون النقد ثقافة غير مقبولة في المجتمع وممارسة لا تؤمن بها بعض الأجهزة القائمة على خدمة المجتمع، بل ترفضها وتحاربها وتسعى باجتهاد إلى تصويرها بأنها تتقصد وتستهدف التشويش بالمبالغة والتزييف، حين يكون الأمر كذلك فإنه يمثل مأزقا كبيرا لأي مجتمع، يساعد على استفحال مشاكله وانتشار الفساد والتعطيل في مفاصل حركته بحيث يظل قابعا في مكانه يحاول ستر عوراته الفاضحة، لا أكثر.
وعلى سبيل المثال، لو كان النقد الواضح متاحا لما تراكمت أخطاء فادحة أدت إلى ما وصلت إليه مدينة مكشوفة كمدينة جدة لتنتهي بكل هذه الكوارث التي لم تكن لتحدث لو كان النقد قادرا على تناول أداء المسؤولين عنها. ولو كان النقد الحقيقي متاحا منذ زمن لما تراكمت واستعصت مشاكل كبيرة كالبطالة وأزمة السكن وتعطيل دور المرأة وكارثة الأسهم والديون الباهظة التي استعبدت بها البنوك رقاب المواطنين. والأسوأ أنه حتى مع ارتفاع مستوى حرية النقد مؤخرا واتجاه الوطن في طريق الشفافية الذي تبنته الدولة فإنه لا زال بيننا من يعمل جاهدا على تعطيل هذا المسار، وكأنه لا يدرك أننا في زمن مختلف، وأننا قد عانينا كثيرا نتيجة المواربة والتمويه ودفن الرؤوس في الرمال، والاستسلام لأصوات تزعم أنها تتحدث باسم المجتمع، وتدعي أنها وحدها التي تعرف الحق والحقيقة.
يوم أمس ناقشنا هنا ــ كمثال ــ انفجار شحنة كبيرة من الحساسية عندما ناقش مسلسل طاش ما طاش بعض السلبيات في مرفق القضاء، وعندما انتقد البنوك التي تتستر تحت رداء التعاملات الإسلامية، بينما هي تتساوى في السوء مع البنوك الأخرى، إن لم تكن أسوأ منها. الذين فجروا تلك الشحنة يحتمون ويتذرعون بعدم جواز التعرض للشريعة الإسلامية وأحكامها والقائمين على تنفيذها، وكأننا مجتمع مثالي كل ما يتم فيه يمثل الشريعة الإسلامية على أكمل وجه دون أخطاء، وكأن البشر الذين يعملون في بعض المرافق ملائكة وليسوا بشرا معرضين للأخطاء والتجاوزات. ومع أن طاش ما طاش لا يكشف سوى رأس جبل الجليد إلا أن الهجوم المدعوم عليه بلغ حد الإسفاف، وإلا كيف نصف إتاحة نشر وانتشار قصيدة بذيئة تصف الممثلين في المسلسل بأنهم يهود وكلاب ومدمني مخدرات؟؟.. لقد وصفت الهجوم بالمدعوم لأنه لا يجرؤ شخص كهذا على مثل هذه السفاهة لو لم يكن يستند إلى قوة تستطيع الدفاع عنه وحمايته، وهذا مثال من أمثلة لا حصر لها على أننا لا زلنا تحت وصاية قوى تصر على أن ترسم لنا الحياة وفق رؤيتها فقط، لأنها إذا تغيرت فقدت مكتسباتها وحظوتها وسطوتها.
( تم حذف البريد لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )
التوقيع:
التوقيع - سرحان
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس