الموضوع: اين الحق ؟
عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 11-09-2011, 01:50 PM   محمد الحاقان غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [10]
أديب وكاتب مميز
 

محمد الحاقان is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن مفرح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيزوصديقي الوفي أبوعبدالرحمن .

شرفتنا بعد غياب طويل لن يشفع لك شافع ولن أكون لقبول العذر منك طائع ولكن سأحاول المشاركة في موضوعك القيم المهم الذي يتحدث عن تاريخ عادات كانت تحتمل البقاء مع الشدة وقوة الشقاء في وقت لم يكن فيه رخاء .
وأبادلك التهنئه بعيد الفطر المبارك وكل عام وأنت ومن تحب بالف خير
سوآلك : كيف ذابت هوية أهل السراه ( 2 ) ؟؟؟
أقول وبالله التوفيق لم تذب هوية أهل السراة لوحدها فقد ذابت هوية أهل السراه وأهل تهامه أيضاً وهم ( أهل تهامه ) أولى بالحفاظ عليها من غيرهم للخصوصية التي تمثلت في ثقافتهم لغة ومنهجاً وشكلاً في الملبس والمعامله وكذلك مناطق عده طالها ذلك الذوبان .
كنا نتعامل مع بعضنا البعض من فئة واحده ولذلك لم يدخل على عاداتنا أي دخيل من غير البيئه ليغير ما نحن عليه إلى أن قويت الدوله في مركزها السياسي ( الرياض ) وبسطت نفوذها على جميع أرجاء الوطن وللقوة السياسيه بلا شك شأن عظيم في التأثيروالإستحسان من الجانب الآخر وهكذا تمازجت مع بعضهما فالتأثير حدث من كون المسؤلين من إقليم السلطه السياسيه والإستحسان قابله من جانب أولئك الذين ذهبوا لمنطقة نجد والمنطقة الشرقيه فتأثر الكثيربلهجتهم وأصبح يتحدث مع جاره أوشقيقه وأهل بيته بلهجة غير لهجته التي نشأ عليها وأضاع ما كان قد نشأ وتعود عليه من عادات منبثقة من التاريخ المناطقي وبدلاً من أسالك ( أش تبغي ) أصبحت أقول ( واش تبي ) وهذا مثال بسيط على أسباب التحول ولذلك السبب فإن أول من تأثر بتلك التحولات هم من كانوا يعملون في الرياض أو في المنطقة الشرقيه ونجد بصفة عامه حيث كانوا يهاجرون لطلب الرزق والمعرفه فيتعلمون هناك ليعودون مدعومين بمؤثر عقائدي ينتمي للمذهب المعتمد للدوله ( مذهب إبن حنبل ) المتشدد قياساً بغيره من المذاهب الأربعه ولهذا ذاب مذهب الشافعي الذي كان الناس عليه في ذلك الزمن في الجنوب بصفة خاصه وفي الحجاز أيضاً لكن الحجازيون حافظواعلى شافعيتهم أكثر منا وكلا المذهبين يقعان تحت مظلة السنة النبوية الشريفه لكن التشدد من المذهب الحنبلي ساهم في تغيير بعض العادات والتقاليد المألوفه لدينا فيما يتعلق بالتواصل الأسري والإجتماعي بصفة عامه التي لو أقرينا بعدم تماشيها وملائمتها لمذهب آخر لحكمنا على آبائنا ومن سبقهم أنهم كانوا على ظلال على مدى 1300 سنه مضت بل وأصبحنا نحن نشكك فيما كنا عليه فقد كانت القريه بكاملها كأسرة واحده وكل يرى الآخر وكأنه والده ولذلك لم نكن ننادي من هوأكبر منا سناً إلا ( يا أبة فلان ) وفي المقابل لم يكن والدك يبعثك لأحد إلا بقوله رُح لأبوك فلان أو رُح لأمك فلانه وقل لها كذا وكذا ولا حرج في ذلك أبداً بعكس ما يشعر به أيٌ منا اليوم بأن يلقي السلام الشرعي على أحدى قريباته أثناء مرورها مع والديها أو أشقائها في الوقت الذي لا يتوفر فيه الدلي الشرعي على المنع وعدم الجواز وتبعاً لذلك إختفت كثير من العادات المرتبطه بالشيم بين الناس فقد كانت المرأه في مكة المكرمه ( تدلي زنبيل مقاضيها ) من النافذه وبه مبلغ من النقود وورقة بها نوع المقاضي المطلوبه وكان من العيب وشق الجيب أن لا يأخذه أول من يمرعلى ذلك الزنبيل ويذهب به لحلقة الخضار واللحم والفاكهه ويعيده مليئاً بما طلبت ثم يعلقه في الحبل ويهزه لتقوم برفعه شاكرة له حسن صنيعه ولم نعد نجد مثل ذلك اليوم فربما أصبح حراماً أو عيباً أو منقصة في نظر بعضنا .
هذه ناحيه ومن ناحية أخرى فإن لما أنعم الله به على الناس من رغد العيش الذي أفترهم عن العمل في مزارعهم جنباً إلى جنب مع كامل الأسرة والجيران في حقل واحد وإن لم تكن توفي بالغرض ذلك الوقت الأمر الذي تسبب في الهجره للمدن نتيجة ضيق العيش ولهذا إمتزجت الثقافات وإنتصرت الأقوى وحدث التحول .
أنا لا أبكي حال العيش في تلك الفتره فحالي اليوم المادي والمعيشي والمعنوي أفضل بكثير في ظل حكومة رشيدة ما بخلت على شعبها بشيئ يسره ونرجو لها الدوام وعز المقام .... ولكني أبكي عاداتنا وتقاليدنا المندثره ومعها القيمة الأدبيه تجاه بعضنا البعض فقد فقدنا الدفئ الأسري مع من حولنا من أقارب وجيران وأصدقاء وجماعه كما فقدت دلال البن نارها الدافئه من خلال إلتمامها حول الصلل المليئ بنار الدفئ للحفاظ على حرارة ما حوله ومن حوله وحلت محلها ترامسٌ ليس للقهوة بها مذاق وهكذا فالزمن تغير والعادات تنقرض بل والشيم وبعض القيم التي أصبحت شبه مفقوده إلا من رحم الله .
قد لا أكون وفيت الموضوع ما يستحق من التعليق ولكن لا بد من إطار نتجول داخله وبس على قولة شعبان عبدالرحيم ....
ودمت يا أبا عبدالرحمن ‘‘‘

أشكرك أخي أبو خالد على هذا التعليق الدسم .. واشكر لك ذكر ما كانت عليه المدن الحجازية بشاهدة من كانت تدلي زنبيلها وهي تعلم بأن الجيران سوف يخدمونها دون منة أو خوف أو شك
.. لو دلت زنبيلها اليوم لوجدته (مليان) بالارقام
على كل حال هنك تغيير قوي جدا حدث في كل انحاء المملكة .. لكن التركيز سوف ينصب على الجنوب
السعادة أخي ابو خالد شيء نسبي
يقول أحد رجال الاعمال كنت في زيارة للهند وكنت اسكن في أحد افخم الفنادق وفي يوم ذهبت لأنجز بعض أعمالي .. في سيارة خاصة تعتبر فخمة بالمقاييس الهندية ..
كنت شارد الذهن افكر في اعمالي ومشاريعي وابنائي ومنزلي الكبير وخدمي وسياراتي وارصدتي في البنوك .. كانت هناك أمور كثيرة تسبب لي الضيق الشديد وفجأة شاهدت رجل هندي ساكن تحت شجرة وحوله ابنائه وليس عليه سوى قطعة قماش تغطي عورته وقد غطى جسده بالصابون وزوجته تصب عليه الماء وهو يستحم ( أبي تحت الشجرة ) وزوجته تضحك بشدة وهو يشاركها الضحك
يالله .. ماذا يضحك هذا التعيس .. لايملك أي شيء .. أي شيء
يضحك وزوجته تضحك وابنائه يتطاردون حوله
...
السؤال الذي يفرض نفسه ..
هل بعد هذه الثروة نحن أفضل ..
لماذا ضاقت الغرف ولماذا اختلفت المسافات
كنت اتصور أن بين ال ينفع والقارية مسيرة يوم كامل
كان في بيتكم مجلس يجمع الجماعة كلهم .. أشعر الآن أنه يعجز عني لوحدي
تذكر بيتنا في الشرقية في الطائف مساحته 65 م
كانت لي فيه غرفة مساحتها 3*5 = 15 .. الغريب أننا كنا نجتمع في تلك الغرفة حوالي 16 رجل
ذهبت أنا وأحد الزملاء لذلك البيت وقلت له تعال شاهد غرفتنا .. عندما دخل .. قال لااله إلا الله .. لا بد أن هناك خلل ما
لماذ نسخت هوية الجنوب .. بين ابها والخميس 25 كم .. كانت ابها غير الخميس في اللهجة وفي طريقة البناء
من الذي فرض علينا أن نكون نسخة منه .. حتى اصبحنا بدون طعم ولا لون ولا رائحة
لماذا يفرض علينا الآخر عقله ويحرمنا من استخدام عقولنا
لماذا يفرض علينا لهجته
لماذا نحرم من أكبر نعمة من نعم الله على الانسان وهي الحرية


التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة