الموضوع: تعلم من كل شيء
عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 13-09-2011, 01:07 AM أمير غير متواجد حالياً
 
 
عضو مشارك
 

افتراضي تعلم من كل شيء

تعلم من كل شيء
كل حالة أوتجربة تصيبك.... فيها حكمة وعبرة من نصيبك...
عندما كان الشيخ حسان البصري علىفراش الموت... سأله أحدهم: من كان معلمك؟؟
أجاب: كنتُ تلميذاً لآلاف المعلمين.. ولو أردت أن أذكر أسماءهم لاحتجت من الوقت عدة شهور....
لكنني سأخبرك عن ثلاثمعلمين مهمين في حياتي:
الأول كان لصاً.. مرةً ضعتُ في الصحراء... وعندما وصلتُإلى أول قرية كان الوقت متأخراً جداً...
جميع البيوت كانت مغلقة ولم يستقبلنيأحد... حتى رأيت رجلاً يحاول أن يثقب جدار أحد البيوت...
سألته أين يمكنني أن أنامالليلة فأجابني: في هذه الوقت المتأخر الأمر صعب عليك..
لكن بإمكانك أن تأتي معيإذا قبلتَ أن تقيم مع لص.
وكان الرجل وسيماً جميل الثياب وبقيتُ عنده لشهر! وكانكل ليلة يقول لي: أنا الآن ذاهب إلى العمل..
أما أنت فبإمكانك أن ترتاح وتصلّي... وعندما يعود كنت أسأله: هل استطعت أن تحصل على شيء؟
فيجيب: الليلة لا.. لكن غداًسأحاول مرة أخرى وسأوفق بإذن الله!... لم يصبه الإحباط أبداً وكان سعيداً مبتهجاًعلى الدوام...
عندما كنت أصلي وأتأمل لسنين عديدة ولم يكن يحدث أي شيء... كنتُكثيراً ما أُصاب بالإحباط الشديد
وفقدان الأمل لدرجة أن أفكر بالتوقف عن كل هذهالأعمال التافهة.. لكنني فجأة كنت أتذكر ذلك اللص الذي كان يقول كل ليلة:
غداًَسأحصل على شيء إن شاء الله!....

ومعلمي الثاني كان كلباً... كنت ذاهباً إلىالنهر لأروي عطشي.. وكان هناك أيضاً كلب عطش..
نظر الكلب إلى الماء فرأى كلباً آخر،أي انعكاس صورته في الماء، فأصابه الخوف...
كان بإمكانه أن ينبح ويهرب، لكن عطشهكان شديداً فقرر أن يعود لاحقاً...
وهكذا أتى وذهب عدة مرات... وفي النهاية من شدةعطشه قفز في ماء النهر..
فاختفت صورة الكلب المخيفة.... وعرفتُ حينها أن الله أرسلإلي علامة من خلال هذا الكلب،
وهي أن على المرء أن يقفز رغم كل المخاوف... وإنْخفتُم من شيء فادخلوا فيه....

معلمي الثالث كان ولداً صغيراً... كنت ماراًفي قرية ورأيت ولداً يحمل شمعة مشتعلة...
كان ذاهباً ليضعها في المسجد...
سألتهمازحاً: هل أشعلتَ الشمعة بنفسك؟ فأجاب: نعم يا سيدي... وسألته:
في لحظة ما كانتالشمعة مطفأة، وفي لحظة أخرى أصبحت مشتعلة مضيئة..
هل يمكنك أن تريني مصدرالنور؟؟
ضحك الولد الصغير وأطفأ الشمعة... وقال: الآن لقد رأيتَ النور وهوينطفئ...
هل يمكنك أن تقول لي أين ذهب النور؟؟؟
بكلمته هذه انكسر كل ما عندي منكبرياء وغرور... كل الخبرات والعلوم التي جمعتها
أصبحت تافهة دون أي قيمة.. وأحسستُبغبائي منذ تلك اللحظة وعرفتُ أنني لا أعرف مهما كان عندي منالمعارف....

فلنتعلّم معاً أن العلم يعمي والجهالة تعمي وكلاهما بلاء... لنتعلم معاً من قصص الكبار والصغار...
صحيح أنه ليس لدي أي معلم خاص.. لكن هذالا يعني أنني لم أكن تلميذاً.... لقد قبلتُ الكون بكامله كمعلم لي.
وكان العلمالذي أخذته أكبر بكثير من العلم الذي تأخذونه مني الآن، لأنني وثقتُ بالأشجاروالغيوم....
بالكون والنجوم... ولم يكن لدي أي معلم لأنه كان لدي ملايينالمعلمين... وتعلمتُ من كل التجارب التي مرّت بي...
من الضروري جداً أن تكونتلميذاً أو مريداً... لكن ما معنى المُريد؟؟
معناه أن تكون قادراً على التعلم... أن تكون مستعداً مستحقاً ليهطل عليك علم الله ونوره...
أن تكون عارفاً بجهلك مهماكنتَ تعرف... أن تتذكر أنك طالب علم مهما كان معك من شهادات وحروف الألفوالدال....
ومع المعلم، تبدأ بتعلم كيف تتعلم.......... وهكذا ببطء تتناغممعه... بعدها تصل إلى لحظة تتناغم معها
مع الكون والمكوّن بنفسالطريقة....
المعلم الحقيقي هو مجرد بركة ماء تستطيع فيها أن تتعلم السباحة.... وحالما تتعلمها...
بإمكانك السباحة في جميع محيطات العالم وما وراء المعالموالعوالم والعلوم

إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم الرضى..
ويتقبل الحياةبمرونة وإيمان


رد مع اقتباس