عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 09-05-2009, 01:25 AM   أبو مشعل اللحيفي غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [6]
( نائب المدير العام )
الصورة الرمزية أبو مشعل اللحيفي
 

أبو مشعل اللحيفي is on a distinguished road
افتراضي

(خلوووووها)

أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم بالإشارة إلى العنوان، أننا في صف من صفي القلطة المتقابلين، وأن شاعراً يتقدم الصفوف ينتظر دوره ليصدح بأبياته، ويحرج مقابله، ويضربه تحت الحزام... شعراً، بطبيعة الحال.
غير أن ظاهرة (خلوها) باتت ظاهرة سعودية، تنم عن تطور في إبداء الرأي الجماعي، وإن حملت معالم تخلف في جوانب أخرى، ومن ذا الذي يسلم من هذا الداء المسمى تخلفاً، رفع الله عنا وعنكم الأذى، وكفانا شر عموم البلوى.
فريق من أبناء جلدتنا قرر مقاطعة الألبان، ومنتجات الأبقار، كافة، فأطلق حملة أسماها، خلوها "تخيس". تحمس القوم برهة، ولا يزال السوق يعج باللبن، ولم تنقطع الموائد منه يوماً.
وفريق آخر (هم، أي أيضاً) من أبناء جلدتنا، قرر مقاطعة السيارات، فأطلق حملة عرمرمية أسماها، خلوها "تصدي". فما صدّت السيارات، بل ارتفعت أسعارها، فووووق هام السحب، ومازال القوم يشترون سيارات، ففكرة العودة إلى الخيل والبغال والحمير، لم تبدُ مجدية لكثير من أبناء هذا العصر، وبخاصة والنقل الجماعي، لا يصل كل أحيائنا!
فريق ثالث، أطلق حملة ضد الحديد، وأسماها (خلوها تصدي) أيضاً، وأرجو ألا يعتبر فريق مقاطعة السيارات، هذه سرقة فكرية، وبخاصة والجميع يدافع عن الحقوق، ويواجه سلبها!
فريق سابع، قرر مقاطعة المنتخب، بعد كم نتيجة لم تعجبه، فأطلق حملة اسماها( خلوها تنسّم)!
فريق عاشر، أراد أن يعترض على غلاء المهور، فأطلق(خلوها تعنّس). وآخر قرر أن يقف في وجه ارتفاع أسعار أطباق البيض، فأطلق حملة (خلوها تعفّن). ولما أراد قوم الاحتجاج على إغلاق الأندية الرياضية النسائية، لم يجدوا ما يحتجون به سوى جسد المرأة المسكينة، فأطلقوا حملة (خلوها تسمن)!
وكأن المنتجات الإسرائيلية تملأ أسواقنا، حتى يطلق البعض حملة (خلوّها تقفّل)!
حملة مقاطعة الألبان بدأت في 29/12/2008، وانتهت في 29/1/2009، وهكذا البيض. أما الحديد والسيارات، فقد بدأت في 29/12/2008، وانتهت 29/2/2009، وهكذا السيارات. أي أن المقاطعة لم تستمر إلا شهرين أو ثلاثة، فهل حملات خلوّها قصيرة النفس، أم إن جادة المقاطعة طويلة؟!
جميل أن يعبر الناس عن مواقفهم ورفضهم لمنتج ما، لكن بعض هذه الحملات، دون أن يدري أربابها، ربما، تدعم من قبل منافسين لبعض المنتجات، فيجد الناس أنفسهم يعبرون عن أجندة غيرهم، وهم يصطلون بنار المقاطعة، أو حتى ينعمون بخيراتها.
خلوها توقف... ترى ملينا من خلوووووها!

اهديك والقراء الكرام هذا المقال الخنفشاري للمتميز تركي الدخيل بعنوان (خلوووووها)

مع امنياتي بتنمية الثقافة الفكرية لدى مجتمعنا ... فنحن نحتاج الكثير


    رد مع اقتباس