عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 23-12-2011, 02:14 PM عبدالله بن مفرح غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية عبدالله بن مفرح
 
المسؤل عن الموقع وإدارته
 


افتراضي مكتل بن زارب رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم


مكتل بن زارب رحمه الله







مكتل بن زارب أتاني هدية من المرحوم بإذن الله موسى بن علي بن زارب ذلك الرجل الذي فقدته كما فقده أشقائه وأبنائه .
لقد كانت بيني وبينه رحمه الله صداقة صادقه لا تشوبها شائبه وكنا كثيراً ما نجتمع إلى حد أن كل منا يبوح للآخر بأدق أسراره وصداقتنا كانت على مدى ما يربو على أربعون عاماً أي قبل أن أتزوج وأذكر أنه عزمني للعشاء ذات مره وبعد العشاء أقسم علي أن أنام لديه وكان النوم في تلك الأيام على أسطح البيوت وحاولت جاهداً أن يسمح لي فأصر وذلك رغبة منه أن أفطر في اليوم التالي معه في بيته وقال للأخت الكريمه أم علي طلعي لنا فراش فوق السطح والسطح قسمين أحدها أعلى من الآخر وهو الذي جُهز فراش النوم عليه بدون درج بمعنى لا يوجد وسيلة للصعود إليه إلا سلم خشب وبعد أن طلعنا للسطح لغرض النوم وقد أحظر الماء الذي قد يحتاجه أي منا للشرب سألته هل بقي شيئ قال لا فسحبت السلم ووضعته تحت مخدتي فسألني لماذ ؟
قلت لأنك أصريت أن أنام عندك في بيتك ولا يمكن أن أسمح لك بالنزول إلا بعد الفجر فضحك رحمه الله وضحكت أم علي أبقاها الله وأصبحنا وأصبح الملك لله .
أما سبب حديثي عن ( مكتل بن زارب ) فهو أننا كنا في يوم من الأيام قبل ما يربو على ثمانية وعشرون عاماً مضت نتجاذب أطراف الحديث أنا وإياه رحمه الله عن الدنيا وشقائها ومكاسبها الدنيويه والأخرويه وعن المرض والموت والكبر ( كِبر السن ) ورغبة الكثير أن يموت وهو لا زال فيه بقية باقيه لئلا يثقل على أحد في حال عجزه عن القيام بشئونه الخاصه فكان يقول إنشاء الله ما نرخص والرخص في هذه الحاله هو أن يكبر الإنسان إلى حد عدم قدرته على خدمة نفسه بنفسه فرددت عليه بأنني لا أريد الموت وفيَ ( عرق يرف ) أي ينبض وكان التجادل حول هذا وهو يحاول إقناعي بأن وجهة نظري خاطئه وأنا أوأكد له ما قلت وانتهت الجلسه وذهب كل منا في حاله ثم علمت أنه سافر للديره بضواحي أبها وفي يوم من الأيام جاء ليزورني كالعاده ومعه ( مكتل ) والمكتل هو ما ترونه في الصوره أعلاه مصنوع من الخصف ليكون ماعوناً للحب أو أي شيئ آخر . وإذا به يقدمه إليَ هديه فسألته ماذا أعمل به فقال لقد إشتريته من أجلك وقبل آن آتي به قالت إحدى بناتي إنه يصلح لخزن الثياب أثناء الغسيل بحيث يحتفظ بها وتتسرب المياه منه بسهوله ( هذا كلام إبنته الكبيره أم محمد )
المهم كررت السوآل عليه عن سبب إتيانه لي بالمكتل فقال أنا أسمعك دائماً تردد إنك لا تريد الموت وفيك عرق يرف فسألته وما مناسبة المكتل بما أردده أنا فقال لقد إشتريته هدية لك لكي تقوم أم خالد بوضعك فيه عندما تكبر ( بل قد تصغر ) وتحملك وأنت كالعصفور بداخله ولا يظهر للناس إلا رأسك كرأس العصفور .
ضحكنا من تلك الهديه وخزنت المكتل ما يربو على ثمانية وعشرون عام وقبل فترة وجيزه رأيته أمامي وتذكرت السبب وأن المكتل لن يعيش أكثر مما عاش دون أن يؤدي مهمته التي إشتراه صديقي من أجلها إن بلغ بي الحال كما تصوره أخي موسى رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ولا ترخصنا يا رب العالمين وأحفظ لنا أسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا وأمتني قبل الحاجه للمكتل يا رب ....

رحمك الله يا أبا علي رحمته للأبراروأنزلك منازل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ،،،

التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس