عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 07-05-2009, 09:47 PM   تويكس غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [22]
عضو فـعـال
 

تويكس is on a distinguished road
افتراضي

(22)

دقائق أعقبت جلوسي بينهم وبدأ يتدفق حديثهم بمشاركة المرأتين في موضوعات مبهمة .. في أخبار العقار والصفقات وعقود المقاولات ..

كانوا يأتون على سيرة أرقام فلكية وأحياء جديدة وشركات وأسماء شيوخ رنانة .. حتى لكأن وجودي بينهم في تلك اللحظة الزمنية كان أقرب لامتزاج المأساة بالكوميديا في ليل الرياض الطويل .. ليل الرياض الذي لا آخر له ..


عدت ثانية كأنني غير موجودة لولا أن المهندس ترك النقاش المحتدم ومال علي فجأة يسأل:

أنتي .. كم عمرك ؟

قلت واصابعي تروح وتجيء على كأس عصير التفاح :

واحد وعشرين ..

رد اجابتي وهو يهز رأسه ويمط شفتيه:

واحد وعشرين .. حلو !

لم أدري ماهو الحلو في الواحد والعشرين فنظرت متشاغلة إلى حلبة الرقص فإذا نورة والبندري قد اندمجتا مع بنات الفرقة الأخرى .. شعرت بارتياح ..

اندمجتا حتى والحابل قد اختلط بالنابل وضاع الطار مع (الأورج) ولم يسر أي شيء كما توقعناه أو خططنا له مع سيدة آل عقاد من قبل ..

وقبل انتصاف الليل بنصف ساعة أطفئت الأنوار اعلانا عن بدء زفة العروس .. هذه المرة الأولى التي أشهد فيها زفة بهذه الطقوس الباذخة ..

احتبست أنفاس الجميع وعروس العقاد تنزل الدرجات الرخامية بتؤدة تحفها راقصة ببدلة شبه عارية والبنات الصغيرات من خلفها يرفعن ذيل فستانها.

ارتفعت الزغاريد والتهليل وأصوات الموسيقى ..

ولمحت للمرة الأولى في هذه الليلة مروان .. لمحته ببدلة سوداء أنيقة وقد ربط شعره كذيل صغير وهو ينتظر مع أبيه عروسهما في أسفل الدرج ..

كان بصري معلقا بالعروس وقلبي يخفق وأنا أتخيل نفسي في مكانها بهذا الفستان الأبيض الجميل .. أمشي نحو فرج ..

فرج ولا أحد في الدنيا غيره .. لكن .. لا .. انتفضت واقفة ولا يضيء صالون هذا القصر الكبير سوى الشمعدانات ..

كان المهندس الفلسطيني الأشيب قد فقد رشده وهو يمد يده ويضغط بقوة على أعلى ذراعي .. كنت على وشك أن أنسى من أنا ومن هم ..

كنت على وشك أن أقلب الطاولة على هذه الوجوه الصفيقة وأصرخ فيها .. لكن شيئا من هذا لم يحدث .. نهضت بصمت مطبق وكأن شيئا لم يحدث .. كأني بلعت لساني !


    رد مع اقتباس