بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على غرار اللقاء الذي اجريناه قبل فترة مع أول ضابط من أهل القاريه ولحيفه وهو الشيخ العميد متقاعد محمد بن علي بن عبود الذي سبق لنا إجراء لقاءٍ معه فقد حرصنا منذ فتره أيضاً على إجراء لقاءٍ خاص مع ( أول معلم نظامي من أهل القاريه ولحيفه ) بل وفي تمنيه بكاملها يحمل الشهاده الإبتدائيه وهو الشيخ الأستاذ الوالد ( علي بن أحمد أبو دربه ) حيث حاولنا عدة مرات أن نحضى بموافقته على هذا اللقاء وفي أواخر شهر رمضان الفائت عام 1432هـ كان لنا شرف اللقاء معه على وعد منه في منزله بأبها وقد رحب بنا ترحيباً حاراً وكان مستعداً للحوار الذي سترونه وقد إشترك في إجراء اللقاء كل من الأستاذ عبدالله بن علي أبو دربه والإبن أبو مشعل اللحيفي وأنا معهم وإليكم تفاصيل اللقاء :ـ
بدأته بتحية الإسلام .... السلام عليكم ورحمة الله يا أبا أحمد .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأعتقد أنك لا زلت مصراً على إجراء لقاءٍ معي ولن أردك هذه المره .
نعم لو سمحت ولكن بعد أن نشرب القهوه والشاهي .
حياكم الله ولكن ليس بعد القهوه بل بعد السحور .
أبداً أكرمك الله وسنعود مرة أخرى بمشيئة الله ولكن دعنا نبدأ الحوار .
مرحباً بكم وسأجيب على كل سوآل أو تساؤل منكم .
إذاً نبدأ بالبطاقة الشخصيه ...
ألإسم والحالة الإجتماعيه والسن وهكذا ؟؟؟
نعم
الاسم : علي بن أحمد بن عبدالله أبودربة
الحالة الاجتماعية : متزوج وعدد الأبناء سته أبناء وست بنات غالبيتهم متزوجون ومتزوجات .
تاريخ الميلاد 1356هـ ومكان الميلاد تمنيه قرية القارية
أين درست وكيف كان حال الدراسه تلك الأيام ؟
الدراسة : درست المرحلة الابتدائية عند آل ينفع من الصف الأول إلي الصف الثالث إبتدائي وتلك المدرسه كانت ثالث مدرسة على مستوى المنطقة ولم يكن في ذلك الوقت حرص من الأهالي على أهمية التعليم بل كان الجميع يريدون أن يبقوا أبنائهم حولهم للإستنفاع منهم ولا يذهبون إلي المدرسة وذلك للعمل في الزراعة وحماية البلاد من الطير ورعي الأغنام بل وصل الأمر إلي أن بعض الآباء أصبحوا يخبئون أبنائهم حتي لايذهب إلي المدرسة فقامت الحكومة في ذلك الوقت بإصدار أمر وهو إلزامية التعليم ووصلت برقية إلي السديري أمير أبها في ذلك الوقت وهو أن تكون الدراسة إجبارية والذي مايودي ولده المدرسة ياويلة سوف يعاقب وبعد صدور هذا الأمر لم يستجيب الناس بل إستمروا في رفضهم وذلك لعدم إدراكهم بأهمية التعليم وعندما لم تنجح فكرة الإلزام صدر قرار آخر من الحكومة بوضع مكافأة وقيمتها أربعة ريالات فضة شهرياً لكل طالب وكانت الأربعة ريال في ذلك الوقت لها قيمة كبيره قياساً بأحوال الناس . وكنا نتعلم القرآن والقراءة والكتابة والحساب فقط ولم يكن في ذلك الوقت للورق ولا للدفاتر وجود بل كنا نكتب على ألواح من الخشب وفية فتحة من الأعلى عشان نعلق اللوح وكانت وسيلة الكتابة باليراع مثل القصب نقصه ونبرية مثل المرسمة ونكتب به أما الحبر فكان فيه شي أسمة لمبة عبارة عن علبة حديد مثل علبة البيبسي وكان فيها فتيل مثل الشمعة على القاز وكانت إذا دخنت أخذنا الدخان الناتج عن الاحتراق وأضفنا علية قليل من الماء فيصير حبراً للكتابة أو من المسقف ( المطبخ ) إذا صار في سقفه دخان من النار والطبخ أخذنا منة وأذكر في سنة من السنوات أنة وقعت بارقة عند جرين آل محرق وكان في الجرين زرع مصروم يابس وهو كوم من القصب والحب فاحترق وأصبح فحم فسحقناه وزودنا علية قليل من الماء واستعملناه حبراً للكتابه به .
ثم ماذا بعد وصولك للصف الثالث في مدرسة تمنيه ؟؟؟
بعد أن وصلت إلي الصف الثالث إنتقلت إلي أبها لأكمل دراسة المرحلة الابتدائية وكان اللذي شجعني وله دور كبير نسيبي الشيخ عبدالرحمن الحاقان الذي كان رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومطوع تمنيه وانتقل إلى أبها وشجعني بالانتقال معه وقال لي أدرس في أبها هنا المدارس زينة وتكتب على ورق وأقلام أحسن من الخشب والفحم وانتقلت إلي أبها
ورحت للمدرسة الوحيدة في أبها آنذك ( المدرسة السعودية ) وطلبوا مني ملف فقلت ماعندي ملف ماكان فيه ملفات وقال الشيخ عبدالرحمن هذا ناجح من ثالث إلي رابع قالوا نختبره أول واختبرت وقالوا هذا يستحق رابع وسجلت في المدرسة السعودية وسميت بهذا الاسم بعد توحيد المملكة على يد المغفور له الملك عبد العزيز وهي أول مدرسة في أبها والوحيدة آنذاك وأذكرأن أول مديراً لها هو عبد الملك طرابلسي من ليبيا . ثم خليل كتب خانة من مكة المكرمة ثم مديرنا عبدالرحمن البجاوي من الجزائر وكنت أدرس في الصباح وفي العصر أدرس عند الشيخ بن يوسف وكانت هناك مكافأة عشرين ريال لكل طالب فكنا نحرص على الحضور آخرالشهر على شان نستلم المكافأه .
من تذكر من المعلمين الذين قاموا على تعليمكم ؟
من المعلمين اللذين درسوني الأستاذ :ـ
الأستاذ محمد عبدالقادر الحفضي
الأستاذ سعيد بن عياف
الأستاذ سعد بن حاضر أحمد
الأستاذ أحمد بن حسين
رحم الله من مات منهم ويبدو أن الجميع قد قضى نحبه
وأذكر أنه في إحدى الإجازات رحت لأهلي في تمنية وكنت على وشك تخرج وتوظيف وكان أبوية رحمة الله عليه ماكان يبغى آروح أبها أدرس يبغاني أجلس عند البلاد فقعدنا نتناقش أنا وإياة فقلت شفت هذا القلم يسوى البلاد شفت الأصاد وهو أحسن زرع يملكه أبويه هذا القلم يسواه فزعل رحمة الله علية وقال قلمك هذا تحت رجلي ماينفعنا بشي لكن بعد ماتوظفت وأعطيتة أول راتب وذلك في بداية العام الدراسي عام 1376هـ فرح كثيراً وكانت أول فلوس ورق ماعرف يعدها لأنها كثير وأول مره يعد مبلغ مثلها .
كيف كانت الإختبارات وممن تتكون لجنة الإختبار ؟؟؟
كان إختبار شهادة سادس شديد في المراقبة والنظام
وكانت تكوَن لجنة للمراقبة من قاضي أبها والمالية والإمارة والشرطة وهي مسئولة عن شهادة سادس ومدرس المادة يقرأ الأسئلة ويخرج من الصف وذأكر في الاختبار أن مدرس الرياضيات قرأ الأسئلة وشرح سوآل مافهمه الطالب فحاول أن يوضح السوآل فأمر القاضي الشرطي بإخراج المعلم وتوقيفة يوم وأخذ تعهد علية بعدم العوده .... أما المواد الدينية فكان يختبرنا القضاة وأذكر أن الذي إختبرني في الحديث قاضي أبها ورئيس لجنة الاختبار الشيخ ناصر بن حمد الراشد قاضي أبها ثم أصبح عضواً في مجلس الشورى بمرتبة وزير ثم الرئيس العام لتعليم البنات في المملكة ثم تولى منصب رئاسة الحرمين الشريفين فسألني أسئلة كثيرة في الحديث وطول وأذكر أن الحديث إذا ( ذبح أحدكم ................ ) فقلت أحسن الله إليك ماقدحن قضاة فضحك وقال خلاص نجحت في الأسئله جميعها .
وماذا بعد التخرج ؟؟؟
تخرجت من المرحلة الإبتدائية وعينت معلم في مدرسة عند آل يزيد فذهبت أنا والشيخ عبدالرحمن الحاقان رحمه الله إلي مدير التعليم وطلبت منة أن ينقلني إلى تمنية قال وش رأيك في المسقي فاشارعليَة الشيخ عبدالرحمن الحاقان أن المسقي أفضل وكان له أهداف ساميه لم أدركها إلا فيما بعد فوافقت على مدرسة المسقي وذهبت لأباشر في المدرسه والتقيت في ذلك الوقت بالأستاذ محمد بن صالح وكان ذاهب ليقدم في إدارة التعليم بطلب التعيين فعينوة في المسقي وقالي شفني قدامك ولم يكن حاصل على شهادة سادس إبتدائي لكنة كان عسكري وتعلم القراءة والكتابة شوية في العسكرية وفصل منها وكان مطوع لأهل القرعاء وكانوا يفرقون له راتبه على حسابهم الخاص .
ثم ماذ بعد ؟؟؟
إستلمت خطاب التعيين عام 1376 ورحت للمسقي ... وصلت وكنت ضيف عند عون بن بارق وأنا في مجلس بن بارق كانو الاولاد يلعبون ( بالحبية ) وأزعجوا بن بارق فخرج من الكترة ( الشباك ) وقال روحوا إنقلعو والله إني جبت لكم مدرس ياويلكم منه فردوا عليه وقالوا والله إنا شفناه إنه صغير والله إنا ضاربينة ووالله مانخاف منة وكانوا الطلاب اللى آدرسهم في سني أو أصغر شوية تفاجاءت من ردهم وبارت علية يوم داومت في الصباح وخرجت وأنا متلثم ومعي عصا عشان يخافون ووصلت المدرسة وكان قدامي محمد بن صالح وكانت المدرسة عبارة عن ثلاث غرف غرفة للصغار والواقع ماهم صغار كبار في السن أولى وغرفة للكبار ثاني والغرفة الثالثة صغيره يمكن مساحتها مترين في مترين أو ثلاثة وهاذي الغرفة عبارة عن الادارة وفيها العزبة ( الفراش ودافور وبطانية وأغراضي ) وكان إذا غلق الدوام جلست أنا وبن صالح على فراشي نسولف ونسمع الراديو وأمسي في الغرفه .
وكان بن صالح يملك للناس عقود الزواج ماكان فية مملكين وكانت الامور بسيطة زوجتك وقبلتها وكلن يضرب طريقة . فكان يملك في المدرسة في الادارة أو في سوق الإثنين يوم الإثنين .