الموضوع: الجاسوس والملك
عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 20-05-2009, 02:30 PM مازن الشهراني غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية مازن الشهراني
 
مشرف أخبار القرى والمناطق
 


افتراضي الجاسوس والملك

عزم أحد الملوك على غزو عدوّ له فأرسل جاسوساً ليتعرف على أحوال العدو ,

ومدى استعداده للحرب فتنبه العدو للجاسوس وقبضوا عليه وأرغموه على كتابة رسالة


لمن أرسله ليطمئنهم فيوقعوا بهم , فكتب إلى الملك مايلي :

أما بعد...

فقد أحطت علماً بالقوم وأصبحت مستريحاً من السعي وراء تعرف أحوالهم


وإني قد استضعفتهم بالنسبة إليكم وقد كنت أعهد من أخلاق الملك المهلة في الأمور


والنظر في العاقبة , ولكن هذا ليس وقت النظر في العاقبة فقد تحققت أنكمك الفئة الغالبة


بإذن الله وقد رأيت من أحوال القوم ما يطيب به قلب الملك ( نصحت فدع ريبك , ودع مهلك )

فلما انتهى الكتاب إلى الملك قرأه على رجاله فعزموا على الخروج , ولكن الملك قال :

أريد أن تتأملوا هذا الكتاب فإني شعرت فيه بأمر وإني غير سائر حتى أنظر في أمره .

فقال بعضهم : ما الذي لحظ الملك من الكتاب ؟

قال الملك : إن فلاناً من ذوي الحصافة فقد أنكرت ظاهر لفظه وتأملت فحواه فوجدت في


قوله ( أصبحت مستريحاً من السعي ) يريد به أنه محبوس . وقوله : (استضعفتهم

بالنسبة إليكم ) يريد أنهم أقوياء .


وقوله : ( إنكم الفئة الغالبة بإذن الله) يشير إلى قوله تعالى : ( كم من فئة قليلة غلبت

فئة كثيرة بإذن الله )


وإني تأملت مابعده فوجدت أنه يريد القلب بالعكس , فقلبت جملة ( نصحت فدع ريبك ,

ودع مهلك ) فإذا مقلوبها : كلهم عدو كبير , عد فتحصن .

التوقيع: تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
رد مع اقتباس