عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 01-05-2012, 08:21 PM مخاوي الذيب غير متواجد حالياً
 
 
( المشرف العام )
 

افتراضي مقال أعجبني وأصاب عين الحقيقه

قشة قصمت ظهر بعير العلاقات المصرية - السعودية


هل دخلت مصر في غيبوية السلطة وتركت حبل الحكم للفوضى والغوغائيين? ولماذا يتحول مهرب مخدرات بين ليلة وضحاها الى قضية تهدد العلاقات التاريخية بين القاهرة والرياض, وربما معها العواصم الخليجية الاخرى, وتضر, ايضا, بمصالح 80 مليون نسمة, بينما هناك ثلاثة الاف مهرب مخدرات مصري حكم عليهم في قضايا مشابهة, وصدرت ضدهم احكام قاسية مثل غيرهم من حملة الجنسيات الأخرى, ولم ينل اي منهم كل هذا الاهتمام?
لا شك ان وراء أكمة الهجمة على السفارة السعودية وقنصليات المملكة في مختلف المناطق المصرية ما يثير الريبة, لأن مثل هذه الهجمات المسيئة لا يمكن ان ترتبط برد فعل عفوي على قضية شخص, انما هناك من يدبر في ليل الفراغ السياسي والامني لتضييق دائرة عزلة مصر عن محيطها و العالم, وجعلها دولة منبوذة على شاكلة كوريا الشمالية وايران, واستنادا الى ذلك تثار عشرات الاسئلة, حول كل ما يطبخ في مقرات الاحزاب المصرية المتحكمة بشؤون الدولة, فيما يبدو ان جيشها غرق في التسويات لارضاء هذا الفريق وتطييب خاطر ذاك, وربما لا تدرك قيادته ان ادارة الدول لا تكون بالتراضي الذي يودي بها الى مهب الريح, سيما وان طوال الاشهر الماضية صارت ارض الكنانة دولة طاردة للمستثمرين المصريين والاجانب والعرب والخليجيين.
ليست الشتائم التي وجهتها بعض النسوة المتجمعات امام السفارة السعودية في القاهرة ضد المملكة ودول الخليج مجرد فورة غضب شرذمة من النساء, بل ان غياب قوى الامن المصرية عن حماية المقرات الديبلوماسية السعودية في هذه الاثناء يوحي بأن ما جرى كان عملا مقصودا منه تخريب العلاقات بين البلدين ومحاولة اختلاق مشكلة من لا شيء, وهي سابقة لم يسبق ان شهدتها العلاقات المصرية - السعودية في تاريخها الطويل وحتى في احلك الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة.
الحكم الذي يواجهه المحامي مهرب المخدرات لا يمكن ان يكون الرد عليه بهذا الحجم, ولا يصل الى حد الفجور بالخصومة الا اذا كان المقصود من ردة الفعل هذه جعلها القشة التي تقصم ظهر بعير العلاقات بين البلدين, خصوصا وان السعودية تنظر تاريخيا الى مصر كعمق ستراتيجي وظهير اسناد, وذلك عملا بوصية الملك المؤسس عبدالعزيز الى ابنائه واحفاده بعدم الابتعاد عن مصر.
المؤسف, ان تغيب الحكمة عن معالجة هكذا قضية و يترك الامر للغوغاء ليقرروا مصير دولة بحجم مصر, لكن كما قيل قديما: اذا عرف السبب بطل العجب, فغياب الحكم عن رأس الدولة جعلها اشبه بالجبنة التي تتكالب عليها جماعات سياسية انتهازية لاهم لها الا الحصول على حصتها, فهل ترضى مصر ان تكون مجرد قالب جبنة تتقاسمه تلك الجماعات التي لا يخفى ولاء بعضها الى دوائر مشبوهة في المنطقة وتعمل منذ عقود على اشاعة عدم الاستقرار والتدخل بشؤون الدول المحيطة والمجاورة?
وخير دليل على ذلك ترحيب القائم بأعمال السفارة الإيرانية في القاهرة بما حدث قائلا:"شعب مصر العظيم لا يهمه قطع علاقات بلاده مع السعودية"!
والكلام لك يا كنه, فهل تسمعين يا جارة?!
(أحمد الجارالله)
**************************
{أسف على كل كلمة قلتها في حالة غضب}
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مخاوي الذيب
رد مع اقتباس