عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 07-05-2009, 09:45 PM   تويكس غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [20]
عضو فـعـال
 

تويكس is on a distinguished road
افتراضي

(20)

ظل الناس يتوافدون على الحفل حتى التاسعة .. وحين بدأ الاحتفال خشيت أن وجودنا كان صوريا أو شكليا.

لقد كانت الأغاني السعودية والأردنية واللبنانية تنطلق صافية .. وبعض المعزومين يقفون في صفوف متقابلة أو على شكل دائرة ويرقصون الدبكة على صوت عصام رجي أو سميرة توفيق.

نحن اتخذنا جلستنا الأرضية المعتادة وكن جاهزات للطق والغناء لكن أحدا لم يقفل الأستريو ولم يعطنا إشارة لنبدأ وكأننا لسنا موجودين.

بدأت البندري ونورة في التهامس: وراهم ماعطونا وجه؟ وين المعزبة ؟

أما أنا فحين طال الوقت على هذا النحو بدأت أشعر حقا بالحرج والمهانة .. وكتمت حنقي على السيدة ..

دارت الهواجس في صدري: لم إذا تعاقدت معنا حرمة العقاد وأتت بنا وأعطتنا تعليماتها العسكرية الطويلة إذا كانت في النهاية ستعتمد على المسجل والسماعات؟ !

بحثت عنها بعيني بين الطاولات وأمواج الأجساد لكني لم أرها وكاد الاحباط يصيبني لمرور هذا الوقت الطويل ونحن جلوس أمام الناس لانفعل شيئا ولا يأبه بأمرنا كائنا من كان.

وإذ تأكدت بأن التجاهل قد يطول على هذا النحو المهين قررت أن أتخلص من أي خجل أو خوف وأن أعالج الأمر بطريقتي الخاصة ..

فما أن بدأت أغنية جديدة حتى قمت من مكاني وبدأت بالرقص بينما نورة والبندري قد طارت عيونهن من محاجرها دهشة واستغرابا من جرأتي غير المتوقعة .. والمشينة في نظرهن.

لحظات قصيرة فقط وحدث ما كنت متأكدة منه، فراقصو الدبكة قد توقفوا وأصوات الكؤوس والضحكات قد خفتت وأبصار الرجال والنساء مشدودة لجسد هذه السعودية النحيلة التي ترقص بليونة وإثارة لاتعرفها دبكتهم الباردة .. وقلة يدرون من هي هذه الفتاة ؟ أو كيف هبطت على هذا العرس ..؟

فاقت نتيجة هذه الوصلة الراقصة كل توقعاتي ..

ليس فقط بعاصفة التصفيق الحارة التي قابلتني .. وبصفير الشباب والبنات ونظرات الاعجاب.. وبالتفاتة القوم الذين عرفوا أخيرا بوجودنا ..

بل أيضا في ذلك الرجل الكهل الأنيق الذي أربكني تصرفه كما لما يربكني أي شيء أخر في تلك الليلة.. فقد تخطى الطاولات ليطبع قبلة على يدي ..!

الرجل الذي عرفت أنه المهندس والملياردير مصطفى النمر الآغا نفسه.


    رد مع اقتباس