عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 28-01-2012, 02:29 AM   عبدالله بن مفرح غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [30]
المسؤل عن الموقع وإدارته
الصورة الرمزية عبدالله بن مفرح
 

عبدالله بن مفرح is on a distinguished road
افتراضي

أخي الأستاذ محمد الحاقان

نظراً لعدم رغبتي في تشعب الموضوع وفتح موضوع آخر وهو ذا صلة بموضوعك فإنني أستميحك عذراً في هذه المشاركه المنقوله التي كتبها المفكر جمال بن حويرب المهيري لنرى أين نحن مما يحدث من تقديس وتبجيل لأن عايض القرني داعيه أو شبه دعيه فقد إختلفت الأوصاف وتباينت من المشاركين والواقع محسوم بحكم بالتغريم .

==================
عائض القرني بين أنصاره وخصومه.. مسألةٌ فيها نظر؟


المصدر: آراء وأفكارالتاريخ: 28 يناير 2012



كتبتُ مقالاً منذ أيامٍ طلبتُ فيه من أخي الشيخ عائض القرني أن يعتذر إلى الأستاذة سلوى العضيدان بسبب الحكم الذي صدر ضده وتغريمه ومنع كتابه "لا تيأس" من التداول، وقد ذكرت أنّ هذا الأمر لن يقلل من شأن الشيخ عندي، فكلنا معرض للذنوب والأخطاء ولا عصمة من ذلك، والشيخ حفظه الله وقع في خطأٍ كما يقع الناس كافةً ولا غرابة فيه.
ولكنّ الأغرب والأعجب هو سيل التعليقات التي وصلتني يوم ذلك المقال حتى ظننتُ أنّ القيامة ستقوم إذا اعتذر القرني من العضيدان!! أليس هذا من الأمور المحيرة العجيبة، حيث يقوم المسلمون بمنح العلماء المشهورين الذين تعوّدوا عليهم في الصحف والمجلات والتلفزيون مقام العصمة وأنهم فوق الأخطاء والذنوب.
وإنْ كان كلامي هذا غير صحيح فأحتاج منكم أيها الأعزاء إلى تفسيرٍ واضحٍ عن سرّ الدفاع العالمي منقطع النظير عن الشيخ في كل خبرٍ أو مقالٍ ظهر ذلك اليوم، وقد حكمت المحكمة بما لا يدعو إلى الشكّ بتغريمه ومنع تداول كتابه .

العلماء لحومهم مسمومة
هذه كلمة تعوّدنا على سماعها كلما أخطأ عالمٌ في فتوى وظهرت عياناً للناس أو وقع في محظور أمرٍ ما، وكأنّ لسان حالهم يقول: إياكم والحديث عن هذا العالم فهو إمام معصوم ستصابون بالأذى فور حديثكم عنه!! كأنه رجلٌ خارقٌ أو نبيّ أو من أولي العزم من الرسل، أستغفر الله.

الأدب مع العلماء
الأدب والأخلاق عودنا عليها أهلونا قبل أن نعرف الكتابة والقراءة، ثم لما تعلمنا مبادئ الدين الإسلامي العظيم علمنا أنّ الإسلام جاء ليتممّ مكارم الأخلاق التي هي أصلاً كانت موجودة قبل مبعث المصطفى المعصوم، ويتوارثها العرب عبر الأجيال حتى قيام الساعة.
فالأدب لا يكون مع العلماء فقط بل يكون مع جميع الناس باختلاف ألوانهم وأشكالهم ومناصبهم وحتى دياناتهم، وليس أدباً البتةَ أنْ نقول للناصحين المؤدبين: عليكم أن تتأدبوا مع فلان وعلان!! أو كنْ مع الشيخ كالميّت للمغسّل هذا هراءٌ وتعظيمٌ في غير محله وانحراف عن الجادة الصحيحة، ولكنّ الأدب هو التزامك بالأخلاق السامية وابتعادك عن التحقير والشتم والقذف والتجهيل كما يفعل من لا خلاق له.

كلٌّ يأخذ منه ويردُّ عليه
يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى: "كلٌّ يؤخذُ منه ويردُّ عليه إلا صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم"، وهذه قاعدة عامة عرفها المسلمون وعملوا بها قبل انتشار التقليد الأعمى الذي ابتلي به المسلمون في العصور المتأخرة، والإمام مالك يعلّم تلامذته والناس أنه ليس هناك من معصوم غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا جزم بالكلية أولاً ثم استثنى الرسول عليه الصلاة والسلام.

أصابت امرأة وأخطأ عمر
وردت في سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من طرُقٍ لا تخلو من ضعفٍ أنه قال: لا تزيدوا في مهور النساء ولو كانت بنت ذي الغصّة يعني يزيد بن الحصين الحارثي، فقالت امرأة: ما هذا لك، فقال: لمَ؟ فقالت: لأنّ الله يقول: "وآتيتم إحداهن قنطاراً" فقال عمر: اللهم غفراً، أصابت امرأة وأخطأ عمر.
وهذا من فقه عمر وجلالة قدره وعظمته في الإسلام، فلو قالت هذه المرأة عند من هو أدنى منه في القرون التي تلته لقال لها: صه، أو لما وجُد لها أثر بين الجموع خلال ثوانٍ، ولكنها العدالة والاعتراف بالحق، يقول ابن تيمية عن هذه القصة:
هذه القصة دليلٌ على كمال فضل عمر ودينه وتقواه ورجوعه إلى الحق إذا تبين له، وأنه يقبل الحق حتى من امرأة، ويتواضع له.
قلت: فمتى نفيق من هذا الاندفاع العاطفي الذي يصوّر لنا الأمور بغير شكلها الحقيقي؟ ومتى نرتفع عن سوء الظن وإلقاء التهم جزافاً هنا وهناك؟ ومتى نتعلم الاعتذار عن أخطائنا؟ اللهم قريباً


التوقيع: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    رد مع اقتباس