عرض مشاركة واحدة
 
 
  #1  
قديم 22-02-2013, 09:57 PM @دايم السيف@ غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية @دايم السيف@
 
 

افتراضي نبذه عن سوق اثنين بن حموض + صور افتتاحه...









بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبعد سوق اثنين بن حموض 42كلم جنوب مدينة أبها وكان هذا السوق مرجعاً للناس لمعرفة الأخبار ومعرفة أشهر القصائد كما كان يتوافر فيه أشهر المحاصيل الزراعية والقادمة من تمنية والفرعاء والمناطق القريبة منها، كما كان يفد إليه قاطنو المناطق التهامية القريبة منها.
والذي تمثلت الدعوة إلى إحيائه لربط مظاهر التنمية الحديثة بجذور الماضي وتقوية الروابط فيما بينها لتكون حلقات متصلة تعكس حجم التواجد البشري لإنسان الجزيرة وصلته بالتاريخ ولذلك كانت السوق واحة للعدالة والأمن والاقتصاد يفد إليها الجميع تحت مظلة الشعور بالانتماء إلى هذا الكيان المتناغم مع الروابط القوية من الانسجام والتلاحم والصلات.. وما عودة الأسواق الشعبية القديمة إلى الظهور مرة أخرى سوى لمحة يطل منها إنسان الحاضر والمستقبل على سرادق الماضي.
لقد سمي السوق قديماً بسوق سبت بن حموض لأنه كان يوم السبت وكانت تسود المنطقة حالة من التفكك والسلب والنهب والقتل وقطع الطرق ولا يستطيع الناس الالتقاء ببعضهم وتسويق منتجاتهم وسد احتياجاتهم وتبادل الآراء وعرض المشاكل وحلها إلا في الأسواق كما أن سعة رقعة الشعف تساعد على تلك العوامل لذلك ظهرت فكرة وضع حماية لمرتادي السوق ولقد عرض ابن حموض على أهل الشعف إيجاد حماية كاملة ووضع قبلاء أي كفلاء من كل قرية وكل كفيل يكون مسئولاً عما يحدث من أبناء قبيلته في السوق فقط ووضعوا لذلك أنظمة وقوانين وعملت بها وثيقة في عام 1322هـ وكان عدد قبلاء السوق (99) قبيلاً من أهالي الشعف.
ونظراً لوجود سوق آخر في قرية آل يزيد بمسمى سبت آل يزيد ووجود سوقين بالشعف في يوم واحد أثر على حركة السوقين حيث وصل الأمر متصرف لواء عسير في ذلك الوقت فتم تكليف الشيخ عبدالله بن حموض ( أبو علامة ) باختيار يوم آخر غير يوم الاثنين بدلاً من يوم السبت وسمى باثنين بن حموض وأصبح معروفاً بذلك الاسم إلى تاريخه وقد تم ذلك في 10/4/1336هـ.
كان بالسوق مجلساً خاصاً لابن حموض هو عبارة عن دكان يجلس فيه الشيخ عبدالله بن محمد بن حموض وقبلاء السوق من مختلف القبائل والأعيان والهدف من وجود المجلس هو النظر في المنازعات القائمة التي تحدث في يوم السوق أو في بقية أيام الأسبوع الأخرى وحلها وفقاً للأعراف السائدة والاتفاقيات القائمة والمتفق عليها في ذلك الوقت.
يتسم السوق ببعض القيم التي تحث الناس على فعل الخير والسوق سابقاً كان مركز اعلاميا يشبع رغبة الأهالي بالأخبار والمعلومات بشكل دوري كل يوم اثنين من كل اسبوع ولدرجة أن الشخص الذي يعتذر عليه الوصول للسوق يتلقى الركبان القادمين من السوق ليأخذ منهم الأخبار والأوامر وما حدث في الحياة من جديد.. ولقد جرت العادة في هذا السوق كغيره من الأسواق بالمنطقة أن خصص أشخاص معينون للتنويه وإذاعة الأخبار وإعلان أوامر الدولة والتعاميم مثل منع قطع الاشجار الخضراء وغيرها إضافة إلى بعض الأعمال المستمدة من بعض العادات القديمة الصالحة والتي تحث الناس على فعل الخير والجميل والتسامح فيما بين القبائل ويدلل بذلك رفع راية بيضاء إشارة للوضوح والعرفان بالجميل لمن هو أهله.
-معروضات بن حموض قديماً:
كان السوق قديماً يضم بين جنباته أهم العناصر التي يعتمد عليها إنسان المنطقة وهي الأدوات الزراعية والصناعات المحلية وكذلك منتجات السمن والعسل الطبيعي والاغنام وغيرها.
وقد تم في السوق تخصيص مكان لبيع المنتجات الزراعية مثل الحبوب بأنواعها والخضار والفواكه المحلية ومكان آخر خصص للصناعات المحلية مثل الخناجر والسيوف والبنادق الشعبية والأدوات المنزلية مثل الأواني الفخارية التي تستعمل في المعيشة اليومية مثل المدر والتنور لصنع الخبز بأنواعه والمخط لطبخ اللحم والخضار وهو عبارة عن إناء يوضع فيه المرق واللبن والأزيار لحفظ المياه.
كما يعرض بالسوق المصنوعات الجلدية من غروب وهي ما يستعمل في رفع المياه من الآبار بواسطة البقر للمزارع والقرب لحمل المياه للمنازل.
ومن الأدوات الزراعية التي تعرض في السوق المحراث المصنوع من خشب الغرب وهو أفضل الأنواع وأغلاها سعراً لخفة وزنه وتأثير فعله في الأرض والمجنب لتسوية الأرض بعد حرثها وبذرها والفأس والمذراه من الخشب وتستخدم لفصل الحب عن التبن والعجلة وهي ما يعرف بالساقية والمضمد وهو عبارة عن عمود يوضع بين الثورين كعمود التوازن لضبط عملية الحرث.
وفي السوق موقع خاص لبيع الحبوب بأنواعها وتسمى المسعارة وقد خصص له أشخاص يسمونه بالكيالة ووظيفته بعد اتفاق البائع والمشتري على السعر يأتي الكيال فيعطي كلاً حقه وذلك من أجل تلافي الغش الذي يمكن أن يحدث ولا يحدث.
ومكان آخر خصص للجزارة وبيع اللحم وفي جزء من السوق مكان لبيع الكروسين ويباع بالصفيحة وهي عبارة عن نصف لتر تقريباً تملأ في قارورة تسمى بالمسلط وفي مكان آخر مخصص لزينة المنازل يضم الجص وهو عبارة عن تربة ناصعة البياض تستخدم للتنوير داخل وخارج البيوت وتجلب من أعالي الجبال إضافة إلى نوع آخر يسمى بالصهارة وهي عبارة عن تربة حمراء أو بنية اللون تستخدم لتزيين مداخل البيوت إضافة إلى الأصباغ الملونة والتي تستخدم لزينة البيوت أيضاً وهي ما يعرف بالقط وتنقسم من خمسة إلى سبعة ألوان مختلفة تزين بها جدران المجلس.
-الضوابط الأمنية والجزاءات قديماً في سوق اثنين بن حموض:
أولاً: القاتل يوم السوق: يقاد برأسه ويذبح بفعله في وجه القبلاء.
ثانياً: لايطالب الديان دائنه في يوم السوق.
ثالثاً: من طلب حضوره عند قائم الأمر ولم يحضر فعليه نكال خمسة ريالات في وجه القبيل.
رابعاً: من تكلم على رجل بكلمة غير لائقة توجب الغضب، ففيها عشرة ريالات للقبيل الذي حضر وقام بالمثار أربعة ريالات، للذي عليه الكلام أربعة ريالات وريالين لمجلس السوق.
خامساً: في ضربه العصا عشرون ريالاً وهي مثلثة للقبلاء ولقائم السوق والذي فيه الفصل ونزع الجنبيه بغير فعل فيه عشرة ريالات مثلثة ومن ( عوض ) البندق أي هيئه لاطلاق النار بغير فعل ففيه عشرة ريالات مثلثة إذا لم تكن عداوة سابقة بينهم.
سادساً: الذي يعتدي على عدوه في السوق فلا هناك إلا دم وإذا كان هم عليه بغير فعل ففيها قومة القبلاء ونظر قائم السوق ابن حموض وكل خصمه لها مقابل الرقبة، لها مقام وغيرها له مقام.
سابعاً: ليس لأي شخص أن يتستر على أي مخرب ومن قام بذلك ينهب بيت المتستر ويحرق ويغضب القبلاء عليه.
ثامناً: من سوق من غير أهل الشعف وليس لهم عليه مثار فيعامل بعمل أهل البقعة.
تاسعاً: من كان له ثأر فليس له أن يؤخذ مثاره في يوم السوق سواءً قتل أو غيره.
عاشراً: أي قبيلة من أهل الشعف تقاتل الأخرى ويحدث بينهما قتال فالقاتل والمقتول معاً في وجيه القبلاء وهذا يعني أن القاتل وأسرته آمنين من التعدي عليهم من أهل المقتول، ودم المقتول يؤخذ من القاتل عن طريق قبلاء السوق.
الحادي عشر: لايحدث في يوم اثنين بن حموض يوم السوق أي سوء في السوق أو في القرى.
الثانية عشر: لايعترض مرتادي السوق أي شخص، أي إذا أراد أي شخص من غير أهل الشعف أن يسوق فلا يحق لأحد أن يعترض عليه.
ثلاثة عشر: من تعرض لقبلاء أهل الشعف بشئ فعليه مائة وعشرون ريالاً.

ملاحظة: ماذكر موجود في كتاب ( الشعف - سوق بن حموض - الماضي الحاضر ) المهدى لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير عند افتتاحه لهذا السوق في شهر محرم من عام 1409هـ.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

وهنا صور من حفل افتتاح السوق عام 1409هـ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير آنذاك:





































في الختام أتمنى أن أكون قد وفقت ونال مانقلت لكم على رضاكم واستحسانكم
رد مع اقتباس