الموضوع: فقدتك ...
عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 31-08-2011, 08:20 PM   المهندس ماجد غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [41]
عضو
 

المهندس ماجد is on a distinguished road
افتراضي

(1)


تضطرب المشاعر وتتقلب متارجحة بين ثكله من احزان قاحلة وشيء من شبه فرح لحضور عيد المسلمين ضيفا يأنس به الخاطر لتشيئ بولادة فوضى عارمة تجتاح جنبات النفس تزلزل استقرار الطمانينة النفسية تعلن استنفار الافكار وتبدد معانقة النوم .. ازعم ان لن تستقيم بواطن النفس الا بالحفر العميق والتفتيش الدقيق للبحث عن الضالة فتسكن النفس وتسري الطمانينة بالعروق .. استنفار حتى الثمالة !



استجمع واسترجع ضخامة الفاجعة فاجد ان بداخل عقلي خلية نحل من الافكار والذكريات لا تهدأ ..


حطت الطائرة رحالها بمطار الملك عبدالعزيز وعلى ظهرها الوالد رحمه الله قادمه من دولة اليونان ابان العاشر من رمضان سنة 1431 هــ كنت متاهبا في استقباله هو و زمرة من الاحباب "جماعة الدعوة" وقعت عيناي عليه محملا ببعض من الحقائب ووجه يملأه ضياء الايمان بعد رحلة روحانية مقصدها الدعوة انصرم منها اربعين يوما .. وفي احدى زوايا المطار جلسنا لتناول كوبا من الشاي مشاطره وقليل من الماء بانتظار انهاء اجراءات باقي ا صدقاء الرحلة .. تنقلنا بين احاديث جمه جمعت بيت الشوق والحنين لنا وبين روحانية سكنت نفسه في هذه الرحلة واحوال لامة عظيمة من الله عليها بالدين الاسلامي ثم عرج بانه يشعر بخطوب عده داخل جسده لم تعتاد نفسه على تلمسها واتبع ان الشهية لم تعد قادرة على معاركة الطعام " فقدان الشهية" هونت من الامر ثم اردفت حديثا مع نفسي ان المستحيل بعينه ما يشكوى منه ابي ثم الصقت ان عرض فقدان الشهيه الذي الم به ناجم عن نوعية الطعام المقدم في دولة اليونان الخالي من اشهر الموائد اللذيذه والشهية امثال الكبسات والسليق والمندي والمرقوق ووو ... قبيل الانصراف انتهت احاديثنا العابرة كالعادة بحزمة من القرارات التي لا يتم تطبيقها لاحقا ابرزها انه سيتفرغ بعيد العيد للقيام بتشخيص كامل لجسد ضل مهملا طويلا ...



حدة وشدة في اللهجة عانقت المتبقي من ايام ذلك الرمضان عزؤت انذك تلك الحدة والشدة لما يكابده من مشقة في مرضه المزمن" السكر" وعلى غرار ذلك لم نكن نتعود هذه الصفات منه خصيصا بعد رحلاتها الايمانية ... فرغ رمضان ونهبت الايام في التسارع حتى ادركنا شهر ذو الحجه .. شهر العمل والتجارة لاهل مكه المكرمه .. انحدرت همة ورغبة الوالد رحمه الله في تحصيل عمله السنوي حتى فرغ الحج ولا افتى اذكر قسما شهدته له يضمن ان العمر اذا امهله فلن يعود لتجارة الحج .. اسر لي صديقا للوالد لاحقا في المستشفى ان ابي في ابان ذاك الحج قدم له شيء من بوح بانه يحمل مرض السرطان " البشبشاني كما كان يدعوه " ... لا اعلم لماذا كان ابي يدعي ذلك ؟! هل هو احساس المؤمن ؟!

يتبع ..


التوقيع:

    رد مع اقتباس