الموضوع: فقدتك ...
عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 31-08-2011, 09:06 PM   المهندس ماجد غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [42]
عضو
 

المهندس ماجد is on a distinguished road
افتراضي

(2)


اقيمت في منزلنا حفلة شواء مصغره في العاشر من محرم 1432هــ جمعت افراد العائلة من رجال مع نسيب للعم على امتنع فيها الوالد رحمه الله عن الخوض في لذة الشواء واكتفىء بالمشاهده وقليل من الاحاديث المؤنسة.. انفضت مادبة الطعام ثم ولت اطراف تلك الليلة بنادره لم تكن تشهد من قبل .. اخرج الوالد رحمه الله كل ما حوت معدته من قليل طعام كان قد تناوله على الفطور بعد صيام عاشوراء.. فزعت ولاول مره اطلب الوالد بالحاح زيارة الطبيب معي في الغد .. استجاب لي وزرنا طبيب الباطنية الخاص في اليوم التالي.. اجرى له الدكتور بعض الفحوصات واكتفى بسرد لائحة من الادوية وعلق بان التشخيص المبدئي ينص على ان جرثومة تقطن داخل المعده عليه اعداد العده لقتالها .. طلب الدكتور معاودة الزياره بعد عشرة ايام من منادمة الدواء للتشخيص ثانية والتأكد ان الوضع الصحي يستقر .. تحسنت حالة ابي الصحية سريعا وشعر بنشوة العافية فلم يكترث لتكرير الزيارة ..!! !! وهنا تأنيب الضمير يعاودني مرارا لماذا لم اصر عليه لمراجعة الطبيب ؟!



صفر 1432 هــ رحلة ايمانية قصيرة امتدت لخمسة عشر يوما كانت وجهتها شبه القارة الهندية.. شحذت همة الوالد روحانيا وخففت من وطاة الانشغال بالامور الدنيوية .. ساررني وشاورني بعد عودته بامور تتعلق باشباه مظالم عالقة بذهنه تنكى ذمته يريد ان يبت بها فتحسم ويتخلى عن ما يظن ان له بها شبه حق ... اثنيت على ماجاء به ووافقته الرأي ثم طلبت منه التروي في عرض الامور ليتسنى فهم الاطراف الاخرى للسبب وطرح الامور في وقت مناسب .. انشرح خاطره وتهللت اساريره على ما سمعه وعزز ثقته بقراره ..




ربيع الاول 1432 هــ هاتفني الوالد وقدم لي عرضا مغري .. فحوى هذا العرض رحلة بريه الى ابها البهية احضى بمرافقته بها تفردا .. في حيز من وقت يمتد بين يومين الى ثلاثة ليال لتغيير الاجواء ومتابعة بعض متعلاقات بناية تحت الانشاء اضافه الى زيارة للخاله المريضة حرم شيخنا الفاضل يحي بن على .. لم اتردد ثانية سالته متى ننطلق؟ .. قال بالغد .. قلت له على بركة الله .. انطلقنا بحماسة شديدة بمركبتي وبغيتنا المدينة الساحرة ابها البهيه تقارعنا حديث الطريق لم يتخللنا ملل ولم يدركنا كلل .. طحنتنا ملامسة الذكريات بين بهجة وقليل من الم .. حتى انسكبت علينا مشاعر الجوع فتوقفنا باحد المقاهي لتناول وجبة الغداء .. كانت وجبة سمك من الذ ما يطهى صنعته ايادي السيد امين السوداني صديق اعتاد الوالد ان يزور مقهاه عند عبور الطريق !.. اكملنا المسير حتى وصلنا الى ردهة بودل بابها البهية .. مرت مشاهد تلك الرحلة على نحو سريع فاخذ الولد رحمة الله عليه يشرح لي باسهاب ادق التفاصيل عن البناية وما يتعلق بها من امور ماليه واهداف مستقبلية واحسب انه لم يقحمني من قبل في كل هذا التفاصيل الا انها اراده ربانية اختارها الله ثم زرنا الخالة وانفضت مقاصد الرحلة .. لم يبقى هناك ما يذكر في الرحلة يستدعي التأمل الا مصارحة حضيت بها اثناء عودتنا واشعلت بقلبي الفخر والاعتزاز عندما اثنى علي في رجعتنا واخبرني انه يشعر بانه امير وابنه الاكبر بجانبه يقود خطاه ويستغرق معه الحديث وان الله اعزه بي فرددت عليه واعزنا بك الله يا ابي ... رجعنا ولله الحمد ..

يتبع ...


التوقيع:

    رد مع اقتباس