الموضوع: فقدتك ...
عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 01-09-2011, 12:10 AM   المهندس ماجد غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [44]
عضو
 

المهندس ماجد is on a distinguished road
افتراضي

(4)


مضينا في الرجعة من جدة واشهد بالله ان طول الطريق انهكني فقد طال على غير العادة طريق مكة ... الهموم والافكار تزحم رأسي فمن اخبر ومن اخفي عنه هذه الاخبار المؤلمة والمفجعة وكيف افاتح والدي بان جسده سيخضع لعملية طارئة الاسبوع المقبل وماهي الاسباب .. والمستغرب ان الولد رحمة الله عليه لم يكترث ولم يكثر من السؤال عن ماهية مرضه .. ..

تأمل عميق هداني الله له وقرار قاطع بان من المبكر اخبار الوالد بحالته الصحية ليتسنى الحفاظ على لياقته النفسيه في مجابهة المرض .. عزمت بعد ساعات من رجوعنا على الاجتماع بالوالدة حفظها الله ومشاركتها حقيقة الوضع الصحي للوالد لتشاركني المسؤلية وتهيئة الاجواء الصحية بالمنزل من طعام وهدوء وكذلك لتشعر بجزء من الاهمية والمسؤلية يعفيني لاحقا من شغل نفسي بهم مواساتها فمنها ترجى المؤاساة ... نقلت الخبر للكبار من الاعمام طلبا للمشورة وحقا مشروع لهم لمعرفة ما الم باخيهم الوالد رحمه الله عليه.. لم تمهله الالام الانتظار فنقلناه اليوم التالي الاثنين 23 /4/ 1432هــ الى مستشفى النور للعلاج تزامن مع ذلك خروج تقرير طبي مفصل بان دائه هو السرطان " ......" وانه بلغ ماثر من جسده لن يسهل مكافحتها .. التقطت العم علي في طريقي وذهبنا للبحث عن سرير شاغر في مستشفى مدينة الملك عبدالله ووفقنا الله للحصول عليه عن طريق صديق سخره الله لنا ولله الحمد ... انتقلنا الى مستشفى مدينة الملك عبدالله وهناك كان للقصة مذاق اخر ..



انتشر سر مرض الوالد انتشار النار في الهشيم فبدأت الوفود المحبة بالزيارة تلو الزيارة من مكة ومن الرياض ومن الديرة ومن شتى اصقاع المملكة .. وهنا وقفه في ما قيل عن الزيارة والزوار يقال ان للزيارة مفعولها السحري لتماثل المريض للشفاء وللزوار يد في جعلها كذلك اوالعكس ! ..وفي المقابل كان هم وفرحا اختلط بالهواجس يلازمني في كل طرقة باب زائر .. اخشى انفجار احد الزوار بالبوح عن حقيقة مرض الوالد امامه وابتهج بزيارة القوم ومؤانستنا وبين هذا وذاك تظل نفسي متوترة طيل زمن الزيارة .. ساعود لاحقا للزوار وخطوبهم ..


التقاني طبيبه بعد اجراء بعض الفحوص حاملا معه جيش من الاخبار المؤلمة والمفجعة يكسوها تشاؤم العالم باسره مصرحا لي بان العمر الافتراضي لحالة والدي يقيم بين الثلاثة الى السته اشهر وانه لا رجاء في علاجه فالمرض قد احتل مكانة متقدمه وفي مراحله الاخيرة وتبقى الكلمة الاخيرة لفاطر السموات والارض المحي المميت... وننتظر منه معجزه الاهية تبدد قسوة الظلمة الحالكه المخيمه على الوضع .. ثم وضع خطة علاج طبيعي وكيماوي .. في تلك الاوقات انقسمت على جبهات متنافرة الاولى قررت ان اتحصل على رأي طبي اخر فالحكمة الطبية المشهورة تقول ان رأيين في الطب خير من رأي .. الثانية تقسيط الاخبار السيئة تدريجيا على الاخوة والوالدة لحقهم المشروع في العلم بحقيقة الحالة والثالثة الحفاظ على راحة الوالد النفسية ومقابلة الزوار والرابعة ادارة عملي الشخصي عن بعد والخامسة عن تطمين البعيد من الاقارب بان الوضع مستقر للخوف على مشاعرهم ..



بعد مشادة طائلة مع طبيب والدي الخاص يقترح علي اخباره بحقيقة المرض واشير عليه بالتريث الى ما بعد العملية الاولى فيقطع الوالد شوط مناسب من مراحل العلاج ... كان يزعم ان معرفته تعينه على التماثل للشفاء وتعتبر جزء لا يتجزء من علاجه وكنت ادعي ان النفس والمشاعر البشرية اكثر تعقيدا فمن الصعب وقع مثل تلك الاخبار القاسية على النفس !! توصلنا الى اتفاق مرضي للطرفين وتأجيل الامر ولكن علي ان اوقع كل الاوراق واخلي كامل مسئؤليتهم اومت برأسي وقبلت الاتفاق ..

يتبع ..


التوقيع:

    رد مع اقتباس