الموضوع: فقدتك ...
عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 01-09-2011, 12:55 AM   المهندس ماجد غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [46]
عضو
 

المهندس ماجد is on a distinguished road
افتراضي

(6)


رفع الله قدره د/هاني الخطيب وقف ذاك اليوم امام الوالد وكانت عقارب الساعة تقف بالواحدة ظهرا وانا ووالدتي في الغرفة .. فرماه ابي بسؤال ماهي علتي يا دكتور فقد اكثرتم على القعود وما من تقدم يذكر.. اجابه الدكتور يا والد ان لديك كتلة بالبنكرياس نقوم على معالجتها .. فاردف ابي رحمة الله عليه بسؤال اخر هل لها علاقة بمرض السرطان فاجابه الدكتور تقريبا فقال الحمد لله كلمة صدع بها فملأت جدران الغرفة وقارا .. فختم بسؤال ثالث هل هو حميد ام .....؟ اجابه الدكتور اننا بصدد العلاج والله على كل شيء قدير .. لمح ابي رحمه الله فحوى رسائل الطبيب وما بين السطور استذكر ثانية بالحمد .. غادر الطبيب فانهمرت بعض الدموع على كلا منا وقرأ شيء من القران وقتها فاطمأنت نفسه سألنا عن اذا كنا نعلم فاجبنه بصمت نعم قال لا تخبروا اخوتي فاجبنه بصمتا اخر ان الجميع يدرك الامر ... هما وحزنا وفرحا وسكينه مشاعر تشاطرت محياه .. عبأ ثقيل حل على عاتقي انذاك فقد تبادلنا الادوار بعد ان كان الاب هو ملاذي الامن بعد الله صرت انا اباه وملاذه بعد الله يتكأ علي في الشدائد وما بقي من ايام ... قدم زيارة ذلك اليوم وكل يوم الاخوة والاعمام تقاسم كل منا نصيبا من الحزن تفاوتت القسمة .. شرع الدكتور في العلاج الكيماوي واخذ الوالد الجرعة الاولى لقد كانت مرعبه بكل المقاييس ولكن الله ربط على قلبه وقلوبنا .. استمرت لساعة وانتهينا ..



ارجع للزوار فما شاء الله لم ننقطع ساعة عن زوار جدد .. وازعم والله انه لم يبقى قريب ولا بعيد الا قدم واجب الزيارة واستعد بالوقوف معنا كثيرا بل كلهم كانوا كالبلسم يذكرون الله ويذكرونا وتأنس النفس بقدومهم وقليل قله كانت تزور وتأتي باحاديث لا تتعمدها ولكن له اثر بالغ في تدمر نفسية المريض اتذكر زيارة لصديق لي شخصيا قدم من الباب فاول ما ابتدر القول بدعاء الله يحسن خاتمتك!! قاتلك الله دعاء طيب قيل في غير وقته .. كان الوالد وهذا حال المريض يرغب في قضاء وقت طويل في منجاة ربه ولم نكن نسمح له ولم يكن يسمح لنا !.. احيانا يستتر المريض بنفسه واهله ولا يرغب ان يطلع على امور تتطور حين مرضه غريب او قريب وهذا جدير بالتفكر ثمن اختم بان المريض يحتاج وقت لابنائه يوصهم والزيارة لوقت طويل تحتل مكان تلك الامور .. الزيارة لها سنن واورده تقال والتخفيف مطلوب في مثل هذا الامور... وعلينا الرجوع للسنة وحالة مرض المريض في اموركثيرة ...



كان يترتب على والدي رحمة الله عليه اخذ جرعة كيماوي كل اسبوع وفي كل ثلاث جرعات يقطع كورس كيماوي اخذ الجرعة الثانية والاخيرة فلم يتأقلم جسده على قبول الكيماوي .. ولا حول ولا قوة الا بالله ... قبيل منيته باسبوعين الح علينا بطلب انا واحمد زيارة البيت العتيق للطواف .. اخذناه الى الطواف على عربه وكان الدكتور قد سمح له فطاف بالبيت وشرب من زمزم وتوقف عند الملتزم واكثر من الدعاء .. ثم خرجنا فطلب مني استقبال الحرم الشريف من الخارج واخذ يدعو كثيرا ثم ركبنا السيارة فطلب زيارة المنزل ل 10 دقائق انفرجت اساريرنا فطل على البيت وقام بتوديع الوالده والصغار وكانت اخر زيارة للبيت .. رجعنا للمستشفى الساعة الثانية عشر ليلا ..



اسبوع ثم تدهورت الحالة الصحية الى غيبوبه ثم كان فجر الاثنين 11/ 7 / 1432هــ حين هاتفني احمد وطلب مني القدوم الى المستشفى بعد الفجر فحالة الوالد الصحية لا تستقر .. كان ولله الحمد قد تشهد وذكر الله بعد الفجر ثم ما ان قدمت للمستشفى الساعة الثامنة الا وقد رأيت شيء من بداية الاحتضار اتصل بي العم على فاخبرته فقدم بعد قدوم على بن عكفي وعمي عبدالله جدي محمد ثم قدم جميع المقربين وفاضت روحه الساعة الثانية ظهرا ... ولا حول ولا قوة الا بالله ..

رحمك الله ابي رحمه واسعه شاملة وجعلك من المقربين تدعو الناس في حياتك الى الله ورسوله وتدعوهم بعد موتك في تدبر وفاتك


التوقيع:

    رد مع اقتباس