عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 07-05-2009, 02:06 PM   تويكس غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [11]
عضو فـعـال
 

تويكس is on a distinguished road
افتراضي

(11)


ظل فرج لأشهر يضمر هاجسه: لابد أن يعوضني عن الفرصة التي ذهبت بها ريح الشيوخ العاتية

كان يشعر أنه خذلني بشكل ما ..

أيضا ربما كان موجوعا من فكرة أني عرفت أخيرا مكانته الحقيقة عند أولئك الناس.. فبعدها لن يجدي أي إدعاء أو ترقيع ..

قلت له مرارا بأني راضية بما انتهت إليه الأمور .. لا أبتغي أكثر مما أنا فيه اليوم .. أب وحبيب وسقف .. أما حادثة القصر فقد نسيتها بدون أن أضمر حقد أو كراهية لأحد ..

فلم يكن ذلك النصيب قد قسم لي في أي لوح أو كتاب ..

وأنا طالما استندت على مثل هذا الايمان لمواجهة اخفاقي في أي طريق أسلكه ..

لكنه فرج الذي دائما ما يتكسر قولي على صخرة عناده أو تصميمه ..

جاءني ذات يوم ليزف لي الخبر الذي انعطف بحياتي تدريجيا إلى حد أن خلق مني فتاة أخرى ..

محمد العقاد أحد أغنى وأشهر رجال المقاولات سيقيم عرسا باذخا لابنته التي تريد والدتها من فرقة طقاقات المشاركة في الزفة السعودية الفلسطينية المصرية.

لم أكن في وارد أن أسأل فرج كيف بلغه هذا العرض لأني أعرف أن الدائرة التي يعمل فيها مهما اتسعت ستحيل دائما على بعضها ..

لكني كنت ممانعة ومتوجسة..

أما فرج فقد أخذ يستعرض أمامي ثقافته:

شديّن .. تدرين إن العقاد عائلة مشهورة في نابلس قبل يجون لمنا .. طيب تدرين وش أشهر أكلات أهل نابلس
.. الكنافة واليخنة .. وعندهم بعد فسيخ مثل المصارية ..

لاشك أن فرج يتغلب علي دائما إذا جئنا على سيرة المأكولات والبلدان والأفلام المصرية، لأنه طالما عاش على حافة عالم آخر ..


فيلا العقاد التي تقع في منطقة هادئة وجميلة بالملز تغمر الداخل إليها بموجة من الدفء والألفة.

كأنك تعرف هذا المكان أو زرته من قبل في صحوك أو منامك.

كنت مرتبكة لكن لطف السيدة الكريمة هوّن علي الأمر كثيرا.

كانت ترتدي ثوبا فلسطينيا مطرزا وتزواج في حديثها بين الكلمات السعودية والشامية.

ظلت طوال الساعة تناديني بـ بنتي حتى شعرت تدريجيا بالطمأنينه تسيل في أوردتي.

قالت ماتريده مني .. ولم تفاوضني أو تناقشني في السعر المرتفع الذي حدده لي فرج وهو يلاطفني ويقبل يدي في السيارة حتى أرضح أنا الأخرى لاقتراحه بلا نقاش.

وحين نهضت منصرفة كان هو يدخل .. !

جاء صوت السيدة الودود معتذرا: هذا ابني مروان .. فيها شي إذا يسلم عليكي ؟!

لم يأبه بسؤال أمه ولم ينتظر جوابي فتقدم وعلى شفتيه إبتسامة فاتنة كادت تنسيني من أنا ..

طفح وجهي بالعرق .. فبينما أمه تحدثه عن ترتيباتها الأخيرة كان هو منشغلا بالنظر إليّ بوقاحة.

وسيم إلى درجة أشعرتني بالقلق والحرج ..

كان قلبي يرجف بقوة كما لم يفعل من قبل .. لا ادري لم ؟ يرجف كقلب فتاة ساذجة لم يقترب منها رجل ..

كأنني في تلك اللحظة لست شادية ..


    رد مع اقتباس