عرض مشاركة واحدة
 
 
قديم 07-05-2009, 09:44 PM   تويكس غير متواجد حالياً   ÑÞã ÇáãÔÇÑßÉ : [18]
عضو فـعـال
 

تويكس is on a distinguished road
افتراضي

(18)

أوصلنا فرج بيت العقاد مبكرا في حدود الرابعة عصرا من يوم الخميس .. قال لي مودعا قولا لم أفهمه وهو ينزل أغراضنا في مدخل الفيلا :

شديّن .. احفظي نفسك !

كان قلقلا من شيء غامض يتوقعه ولايعرفه. طمأنته ودخلت مع نورة والبندري مسرعات خلف الخادمة السودانية التي أجلستنا في الصالون وغابت لشأنها.

جلسنا قرابة نصف ساعة لم يسأل عنا أحد ونورة تتململ وتسأل:
وين ذولا ؟ وينهم طاسيّن ؟

كان أحدهم يدخل ويخرج بباقات ورد ملونة .. وسلال الشوكولاتة تحمل إلى الخارج .. وصوت الهاتف لايتوقف عن الرنين.

فجأة دخلت علينا أم مروان والتعب يبدو عليها .. قالت وهي تسلم علينا بعينين زائغتين:

جاهزين يا شادية.. جايبين كل الأغراض يا بنتي ؟

وقبل أن أجيب قالت :

هاهه .. زي ما قلت لك بدنا شغل يبيض وجوهنا قدام الناس .. وهلا تطلعوا فوق عند (مالو) تعمل لكم المكياج والشعر وبعدين تجيبكم السيارة مع أغراضكن عل الفرح ..!

قلت غاصّة بريقي:

نورة والبندري ماله موجب يتكوفرن .. !

لم تفهم السيدة فقاطعتني :

شو يعني ؟

قلت موضحة:

يعني ماله داعي يتمكيجون ويكدون شعورهم .. يبي يلبسن براقع ..!

ابتسمت السيدة:

إيه ماشي .. وأنتي حتتكوفري ؟

أجبت بإيماءة موافقة من رأسي ..

فقالت: إذا هيك .. يا الله .. شوفوا شغلكم.

كان كل شيء يحدث لنا ومعنا منذ هذه اللحظة تجربة جديدة في حياتنا، فلم نعهد من قبل شيئا كهذا. أو حتى يشبهه.

كنا نأتي للأعراس بوجوهنا المغسولة بالماء والصابون أو بالماء وحسب .. وبثياب بيوتنا المستترة خلف العبايات، وبشعورنا الملفوفة تحت الطرح. لم نكن شيئا مهما أو مثارا للعناية الفائقة حتى نعتني بأنفسنا.

أما في تلك اللحظة (التاريخية) التي نظرت فيها لنفسي في المرآة بعد ثلاثة أرباع الساعة من التلوين والتمشيط فقد كدت أصرخ ..

من خلفي البنتين لأ أدري أيهما شهقت وهي تقول:

يا الله .. أحلويتي يا شادية.. صرتي زي مغنيات التلفزيون !

داخلني بعض الغرور وانا أسمع التوصيف وأستدير أمام المرآة.. إذا الجمال لا يكلف أصحابه شيئا..

لكن سرعان ماقال صوتي الداخلي: أنت يا شدين جميلة بالفعل .. قبل .. وبعد ..

كانت الساعة تقترب من السابعة والنصف وحافلة صغيرة تنقلنا من فيلا العقاد بالملز لتوصلنا إلى قصر المهندس مصطفى النمر الآغا في عليشه ..

نزلنا على التوالي: البندري ونورة وأنا وبنات الفرقة الأخرى .

كانت العقود المضيئة تزين أسوار القصر وواجهاته وتتسلق جذوع الشجر.

البوابات الكبيرة مشرعة وعليها حراس بالثياب السعودية الفلكلورية الموشاة بالقصب.

خدعة بسيطة وضعوها للتمويه على حراس الفضائل وأصحاب المشاكل .. فقد كتبوا على لوحة ظاهرة نصبوها في الشارع: الرجال يدخلون مع البوابة الشرقية ..!


    رد مع اقتباس