يكفيك شربتاً من ماء معين (قصة من التراث)

قصة مستوحاة من تراثنا
يكفيك شربةً من ماء معين

كنت كل يوم أقود غنيماتي الصغيرات مع إشراقة الصباح ، وقد أخذت معي ما يكفي ليومي ، لأذهب على سفوح الجبال بعيداً عن قريتي وكنت أقابل في مخرج قريتي ذلك الشيخ الذي قد جلس ويحتسي قليل من القهوة يراقب الصباح ، وينتظر فطور الصباح ، وما ألذ ذلك الفطور خبزة ساخنة وقهوة عربية مره تنم عن صلابة وأصالة ذلك الشيخ.فأقَبل رأسه وارى الصبح جميل متفائل عندما أمر به. وما أن أصله حتى يلحق بي الحارس الأمين كلبي العزيز وهو يطرب القرية بصوته ليقول ذاهبون وعندما ينقطع صوته عرفت أنه مني قريب فهو يخاف من ذلك الشيخ الذي إن لم يسكت رفع له عصاه المشهورة (بالحايونه) ، ولأمانع من أن يقول لي لاتقطع شجرة ولا تدخل زرع أو تتعدى حدودنا.
ويمر اليوم وأنا ألعب مع نفسي أو الآطف غنماتي الصغيرات أو ألحقها غاضباً لأردها لطريقها ، أو أراقب المصارعة الحرة بين كبار الخرفان وأنا أضحك ، لنراقب من يفوز ويقود القطيع وتلتف إليه النعاج وهو يتبختر ويلف رأسه يمين ويسار كأنه يقول هل من منازل. ولكن كلبي سرعان ما يقوم بحركته المعهوده وينطلق فيقسم القطيع إلى قسمين ليعلن أنها إنتهة الجولات. فهم تلفازي وملعي ومقهاي .
تم نعود في الوقت المناسب وقد قلت المؤونه وشبعت أغامي وجعت أنا.
تم يأتي العصر ومأحلى وأجمل العصر في قريتي أنسى جوعي وتعبي عندما نقترب من قريتي التي تركتها في الصباح ولا بُد أن أمر على مسقانا وعين الماء الزلال لأشرب منه شرب وأروي ضمأي ، وأرى فتيات قريتي وقد نزلوا ينحنون حول قريتهم بطريق ألفت أقدمهن عليها ثم يصلون وهم يروون قربهم ويحملونها ، وأنا أنتظر فلا اروي حتى يروون. وقد ضربت على حارسي الأمين ليذهب لوكره فهو يخيفهُن.
ولكن بين تلك الفتيات فتاة كُسِيت بالجمال والحياء وأصابع كالأقلام وعينان مكحولتان بسواد رموشيها جسم أخاذ ووجه مريح غطتها بالعفة والدين الذي يملأ قريتي. آتي كل يوم لتراني ولكني عندما أراها أنزل رأسي حيائي يردعني ، ويكفيني بل أقول لنفسي يكفيك شربتاً من ماء معين. تم الحق بأغنامي التي وصلت قبلي ليستقبلني الجميع بالحفاوة والترحيب.
وكل يوم أقول هل ستكفيني شربة من ماء معين ، وتجري السنين ويجف نبع الماء فلم اعد اذهب هناك فقد كبرت ، أصبح لي عائلتي وأولادي ولم يبقى إلا بعض أغنامي آثرت الجلوس قريب من منزلي لتأكل من محصيل مشتراة وماء يصِلُها وتركت المراعي ، و مات الشيخ الذي كنت أتفائل بصباحه، وكأنه قال خذ عصاي بدلاً مني ، وقبل ذلك تزوجت تلك الفتاة وسافرت إلى قرية بعيدة ، ولم أعد أرى أو اسمع أخبارها. ولكني في القريب رأيت أبناءها الصغار زاروا قريتنا فقبلتهم جميعاً وتذكرت بعدها.
أنه يكفيني شربتاً من معين .... التي لم أشربها إلا كانت حلال.
بقلم مهلهل

قبل أن أعلق على موضوعك يا عزيزي مهلهل
أرجوتشكيل هذا الإسم ( معين ) وهل له أل تعريف أم لا ؟؟؟

لي عودة اخي مهلهل

أبو خالد إقرأ الموضوع باللغة العربية الفصحى
من مَعِيّن بال
الله يكفنا إن بعض الظن أثم
ونهاية القصه شربة من ماء مَعِيّن التي لم أشربها إلا حلال
يعني النهايه صافي النيه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهلهل

أبو خالد إقرأ الموضوع باللغة العربية الفصحى
من مَعِيّن بال
الله يكفنا إن بعض الظن أثم
ونهاية القصه شربة من ماء مَعِيّن التي لم أشربها إلا حلال
يعني النهايه صافي النيه

يا عزيزي مهلهل وفقك الله
يبدو أنك ذهبت إلى مالم أذهب بفكري إليه
أنا عندما سألتك عن (معين ) ورغبت في تشكيلها كان الهدف معرفة مصدر الماء هل هو من المعين الذي أعرفه وتعرفه انت في قريتي وهو بكسر الميم وسكون العين ونصب الياء ... إلخ ومعرف بالألف واللام أم بنصب الميم وجرالعين والياء وسكون النون . ولا شك أن هناك فرق بين المعين اللحيفي وبين ما ورد في الآية الكريمه في سورة الملك آية (30 ) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى إِظْهَارًا لِلرَّحْمَةِ فِي خَلْقه " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا " أَيْ ذَاهِبًا فِي الْأَرْض إِلَى أَسْفَل فَلَا يُنَال بِالْفُؤُوسِ الْحِدَاد وَلَا السَّوَاعِد الشِّدَاد وَالْغَائِر عَكْس النَّابِع وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " أَيْ نَابِع سَائِح جَارٍ عَلَى وَجْه الْأَرْض أَيْ لَا يَقْدِر عَلَى ذَلِكَ إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَمِنْ فَضْله وَكَرَمه أَنْ أَنْبَعَ لَكُمْ الْمِيَاه وَأَجْرَاهَا فِي سَائِر أَقْطَار الْأَرْض بِحَسَبِ مَا يَحْتَاج الْعِبَاد إِلَيْهِ مِنْ الْقِلَّة وَالْكَثْرَة فَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة
ولا أعلم عن السبب الذي بنيت عليه في تصورك لسوء ظني فلقد كان هدفي من المعرفه إنطلاقي للتعليق ولا زلت سأعلق على الموضوع لأنه يدغدغ مشاعرنا للعوده إلى ما قبل خمسون عاماً مضت
وأخيراً أرجو أنه قد زال الغموض وبعض الظن .... ولا زلت ارجو التشكيل لمعرفة الموقع إن كان ممكناً ،،،

"فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِين " هذا ما كان مقصود
أشكر مرورك أبو خالد هذه القصه مستوحاه من الذاكرة كما قلت والتي تعود لسنين قديمه والهدف من القصه هو ان العفه والحياء والمحافظة على سمعة كل جار أو مسلم وليس محيطه فقط التي كانت موجوده في أسلفنا نفتقدها بحق هذا اليوم التي عندما كبر ذلك الشاب تذكر أنه لم يشرب الا حلال؟؟؟؟
ووانت ايه الشاب سوف عندما تكبر تجد تلك العفة تحافظ على منزلك وشرف بيتك وبختصار لكل شاب يقصد كل سوق لغرض في نفسه (من دق باب الناس دقوا بابه) وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. مشهور " من زنا زُنِي ولو بجدار بيته"

يعطيك العافية على الخيال الواسع الجميل
لاتحرمنا من قصصك الجميلة