21-08-2010, 03:51 AM
|
|
الخائفون من " طاش "
الخائفون من "طاش"!
بالرغم من بلوغ مسلسل "طاش" سنته السابعة عشرة، إلا أنه يوما بعد آخر يثير جدلا من حوله، وهو الجدل الناتج عن طبيعة الموضوعات التي يتناولها المسلسل، وطريقة معالجته لها، والقالب "الساخر" الذي يقدمها به، وهو قالب لا يروق لعدد من مناوئي "طاش"!.
سبعة عشر موسما متتاليا، لم تستطع أن تجعل "طاش" ناضجا بما فيه الكفاية حتى الآن، إلا أنها في ذات الوقت، لم تقدر على ترويض منتقديه، أو طمأنتهم، وهم الذين فتحوا النار عليه، حتى وصل الحال ببعضهم إلى المطالبة بوقفه، خصوصا أن بعض رجال الدين اعتبر أنه تجاوز "الخطوط الحمراء"، وهي خطوط برأيهم كان ينبغي على السدحان والقصبي عدم الاقتراب منها.
في هذا العام، أتى من زاد الطين بلة وهو الخال "بطرس"، رجل الدين المسيحي الذي قدمه المسلسل مثالا على "التسامح" و"الانفتاح"، الأمر الذي أثار حفيظة المتعصبين من المتدينين ممن يعتقدون أن مدح باقي الأديان هو توهين للإسلام أو دعوة إلى ما سواه! وهو أمر ليس بالصحيح. الاعتراض على صورة "بطرس" المتسامحة، هو في جوهره يفضح مقولات البعض عن دعواتهم للحوار والتعددية، والتعايش مع الآخر، ويبين أنها محض شعارات لا تكاد تصمد أمام مشهد تمثيلي تلفزيوني، فما بالك بأن تتمظهر سلوكا على أرض الواقع.
ملاحظات كثيرة سجلتها على "طاش"، إلا أنها تتعلق بجوانب فنية وموضوعية، أكثر منها ملاحظات "مؤدلجة" تريد أن يكون العمل على شاكلتها، أو بالأصح لا تريده نهائيا، وتصوره وكأنه "خطر" يتهدد المجتمع السعودي، فيما "طاش" ما هو إلا مرآة لما يدور في هذا المجتمع، من مشكلات، وتحولات، وتباينات فكرية بين أفراده وتياراته. قبل سنوات، صدرت فتوى تحرم مشاهدة "طاش"، وأذكر أن أحد الزملاء كان سعيدا بها ويوزعها، وابتسامته العريضة ترتسم على محياه. إلا أن المسلسل بقي، والفتوى نسيها الناس، وابتسامة زميلنا العزيز تراجعت. لذا، فبدلا من أن يُرجم "طاش" بشكل عبثي، تعالوا وانتقدوه بشكل علمي ومهني، الأمر الذي سيطور من العمل، ويقلل من "سلبياته" التي قد تزعجكم.
|