فقدتك ...

(5)

اُرسلت التقارير الى مستشفى التخصصي بمدينة الرياض ومستشفى الحرس الوطني بمدينة جده ومستشفى عبداللطيف جميل واخر خارج المملكة راجيه اخبار يسر الخاطر لسماعها فتنشط النفس ويعود عنفوان الامل ... توافدت الاجابات بتفاوت زمني يسير و بقاسم مشترك واحد مؤيده لرأي الطبيب ان الحالة لا يمكن علاجها طبيا .. وقعت تلك الانباء على مسامعي كالصواعق ولكن الحمد لله هذا قدر الله لنا وعلينا التعامل معه .. وهنا وجب التنويه انه لم تكن كل هذه الاحداث واضحة وجلية للجميع ..



تحسنت احوال الوالد بعد العملية الاولى مع انهيار سريع في الوزن الجسمني " عشرة كيلوات فقدت!" تبا للسرطان كــ مرض ما اشده فتكا تمنيت للحظات انه جيش من الرجال والاسلحة فنقوى على مواجهته ولكنها مشيئة الاهيه نقبل بها .. سألني وكانت ثقته بي كبيرة ماذا يقول الاطباء في ما معي .. اجبته بصدق ان هناك عطب داخل المعدة يقوم الاطباء على قدم وساق لاصلاحه .. ممازحا ايه هداك الله يا ابا ماجد عليك بكف الخمس عن الطعام ابتسم وابتسمت ابتسامة صفراء تظهرالهدوء وتخفي الالم ..



انتقل سرير الوالد من قسم الجراحة الى قسم مرضى السرطان وانتقلنا معه قلبا وقالبا الى المجطة العلاجية التالية الكيماوي بعد تمام الاسبوعين وقبيل استهلال تلك المحطة تنامت أرأء الاقارب وبدأت بالتصاعد فمنهم من يقترح الاتيان بشيخ وتلاوة الرقية الشرعية وشرب ماء زمزم ومنهم من يقترح تناول حليب الابل وابوالها ومنهم من اقترح وسعى بالعلاج البديل ومنهم من اتى بالحبة السوداء والعسل ونريد ويريدون ويريد الله سبحانه ... فكانت المشيئة الالهية تنسج في تلك الايام قرب الأجل ... ولا يسعني هنا الا ان اتقدم بعظيم الامتنان والتقدير للجميع لمحاولاتهم ومشاعرهم الدافئة .. كانت الام الوالد رحمه الله تتعظم ونفسه تضيق بها لطول الفترة مصطحبه انتكاسات صحية متتالية حتى قال لي ذات يوم يابني لا علاج لي في هذا المشفى فانا في تحاليل منذ ولوجي المشفى ولم يخبرني احد ما علتي .. كان ذلك قبل البدء بالكيماوي بثلاث ليال وكان قد نضجت فكرة مكاشفته بحقيقة المرض الا ان التهيئة النفسية تطلبت مني ومن غيري جهد مضني .. كانت المشورة تؤيد طريقة تدريج وتقسيط الحقيقة فكان لزاما ان يعرف انه سرطان وهو حميد ثم يتوغل في الامر .. وكنا قد قررنا ان الدكتور خير من ينباه لاننا لو اخبرناه لزاحمته الظنون علينا بان السرطان خبيث ...

في تلك الفترة كان على السيطرة على اراء تطالب بنقله الى مستشفى التخصصي داخل الرياض واخر خارج المملكة لم ارفض مباشرة فالدماء ساخنة وفي وقت المأزق تسقط الاقنعة ويبان الهش من الصلب ... كانت لدي قناعة انه لا علاج طبي .. بنيت تلك القناعة و استمديتها من الاربع اراء الطبية السابقة لاربع كوادر طبية تختلف في المكان وتتقارب في نفس الرأي علاوة ان قرار مثل هذا يقتضي تغريب 10 عوائل على الاقل بئبنائهم اضافة الى المريض .. كنت احاول دائما على توجيه من يطرح الرأي الى استنتاج صعوبة مقترحه وضائلة نتائجه ..

يتبع ..