ارجوكم احبتي لا تحزنواااااا ...
 
فإنَّ ربكم يقولُ :
 
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ وهذا الخطاب يتعدى لكلِّ من حمَلَ الحقَّ وأبصرَ النورَ ، وسلَكَ الهُدَى . 
صدقوني فهنالك حقٌ يشرح الصدور , وباطلٌ يقسيها ...
 
تريدون الدليل 
 
﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ 
 
 
 
﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾ يقولُها كلُّ منْ يتيقَّنَ رعاية اللهِ ، وولايته ولطفه ونصرَه .
 
 
 
 
لا تحزنْ وقدِّرْ أنكَ لا تعيشُ إلا يوماً واحداً فَحَسْبُ ، فلماذا تحزنُ في هذا اليومِ ، وتغضبُ وتثورُ ؟!
 
 
 
في الأثرِ : (( إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ )) .
 
 
 
والمعنى : أن تعيشَ في حدودِ يومِك فَحَسْبُ ، فلا تذكرِ الماضي ، 
 
 
 
ولا تقلقْ من المستقبلِ . 
 
اتذكر قول الشاعرُ :
 
 
 
ما مضى فاتَ والمؤمَّل غَيْبٌ
 
 
 
 
باختصار : لك الساعةُ التي أنت فيها
 
 
 
إنَّ الاشتغالَ بالماضي ، وتذكُّرَ الماضي ، واجترار المصائبِ التي حدثتْ ومضتْ ،
 
 
 
والكوارثَ التي انتهتْ ، إنما هو ضَرْبٌ من الحُمْقِ والجنونِ .
 
 
 
يقول المَثَلُ الصينيُّ : لا تعبرْ جِسْراً حتى تأتيَه .
 
 
 
ومعنى ذلك : لا تستعجلِ الحوادثَ وهمومَها وغمومَها حتى تعيشَها وتدركَها .
 
 
 
يقولُ أَحَدُ السلفِ : يا ابن آدمَ ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ : أمسُكَ وقدْ ولَّى ، 
 
 
 
وغدُكَ ولمْ يأتِ ، ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه .
 
 
 
كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ ؟
 
 
 
! كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى ؟! فيعيدهُ على ذاكرتِهِ ، 
 
 
 
 
ويتألمُ لهُ ، وألمُه لا ينفعُه ! .
 
 
 
ومعنى : (( إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ )):
 
 
 
أيْ : أن تكونُ قصيرَ الأملِ ، تنتظرُ الأجَلَ ، وتُحْسِنُ العَمَلَ ، 
 
 
 
فلا تطمحْ بهمومك لغيرِ هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه ، فتركّزَ جهودكَ عليه 
 
 
 
، وتُرتِّبَ أعمالَكَ ، وتصبَّ اهتمامَك فيهِ ، محسِّناً خُلقَكَ مهتمّاً بصحتِك ،
 
 
 
مصلحاً أخلاقَكَ مع الآخرين .