وفاة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الشهراني اثر حادث مروري

صدى ألمع :أبها
افتقدت الدعوة أمس رجل من أخلص أبنائها، وعلماً من أعلامها في منطقة عسير والجنوب؛ عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد ومدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في أبها؛ الشيخ الداعية عبد الله الشهراني، الذي توفاه الله إثر حادث مروري بعد غروب شمس يوم أمس الجمعة.



كان الشيخ كما يصفه المقربون منه "أسداً من أسود الدعوة"، وكان نشاطه الدعوي- خصوصاً أثناء إشرافه على الخيمة الدعوية في أبها والتي كان يوصف بأنه (مهندسها وفارسها)- محل التقدير ومضرب الأمثال ولا عجب، فقد كانت الهمة العالية مرادفاً لسيرته وموضوعاً لمحاضراته ونصيحته لإخوانه وأخواته.

كان - رحمه الله - يتوقد غيرةً على الإسلام والمسلمين، وحماسةً لنشر صحيح العقيدة، وحميةً لصيانة الحرمات؛ واتقاء الفتن والشبهات التي كثيراً ما كان يحذر منها في محاضراته ويوصي بالتمسك بالكتاب والسنة لمجابهتها والوقاية من أخطارها.

كما كان يؤكد في محاضراته على أهمية الصدق في القول والعمل ويحذر من الكذب والافتراء والتطاول على العلماء.

ورغم أنه كان ذو بصيرة وإدراك لما يحيط بالمجتمعات الإسلامية من فتن ودسائس ومكائد عبر عنها بكلماته: "يريدون علمنة البلد باسم التحديث، وتغريب المجتمع باسم التطوير، وتدمير أخلاق الجيل باسم التنوير والانفتاح، وإفساد المرأة باسم التحرير".

إلا أنه كان لعلو همته "متفائلاً حتى النخاع" بحسب ما نقل عنه ويؤثر عنه قوله: "يا أهل الإسلام تفاءلوا تفاؤلاً يرسم الأمل ويقود للعمل؛ تفاءلوا تفاؤلا يشحذ الهمة وينطلق بصاحبه نحو القمة، ماضِِ وأعرف ما دربي وما هدفي... والموت يرقص لي في كل منعطف. تفاءلوا... تفاءلوا... تفاءلوا.... من مشاشة رؤوسكم إلى أخمص أقدامكم".

وكانت آخر أيام الشيخ تشهد له بحرصه وجلده في الدعوة حيث كان في رحلة دعوية وعلمية إلى بيشة، رجع منها وكان يقصد نشاطا دعويا في أحد رفيدة ولكن وافته المنية في الطريق، وكان من آخر مجالسه قبل الحادث الأليم بساعات الجلسة الدعوية التي التقي فيها عددا من الدعاة والمشايخ في بيشة بعد صلاة الجمعة.
رحمك الله رحمة الابرار. تعازينا لاخوتة الكرام ووالدتة واسرتة..وال دربي..


ولشيخ محمد بن عامر وكافة ابناء القريتين.