و كل معجزة تتجلى في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام!
وكأن هؤلاء الملحدين"سخَّرهم" الله ليكونوا وسيلة تلهمنا البحث والتدبر
لنكتشف معجزات جديدة لم تكن تخطر ببالنا لولا انتقادهم لها
.
و الحديث العظيم عندما جاء أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال له أوصني قال له النبي الأعظم كلمة واحدة يطلقها علماء الغرب اليوم
بعدما اكتشفوا ما تحمله من أسرار وفوائد ودلالات،
(لا تغضب)
والتي كررها النبي مراراً للأعرابي حتى خُيل له أن الإسلام يتخلص في
هذه العبارة الرائعة(لا تغضب)،
فالغضب هو مفتاح لكل أبواب الشر،
ومفتاح للاستكبار الذي يعاني منه الملحدون وغيرهم من المشككين،
ويمكنني أن أقول إن الغضب هو مفتاح جهنم والعياذ بالله.
وقد كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لا يغضب أبداً لنفسه
ولا لأمر من أمور الدنيا، إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله تعالى،
وهنا تكمن عظمة هذا النبي الذي يستهزئ به أعداؤه لأنهم حقيقة لم يجدوا أي حجة علمية يطلقوها
وبعدما أصبحت حقائبهم فارغة لجؤوا إلى وسيلة الضعفاء ألا وهي الاستهزاء!
ولكي تكون حجتنا علمية أود أن أعرض أولاً ما نشرته جريدة ديلي ميل البريطانية
عن نداء يوجهه باحثون بريطانيون يعتقدون أنه الحل لمشاكل الغرب التي تولدت لديه بنتيجة الإلحاد.
فاليوم يشهد الغرب أعلى معدلات للجريمة والاغتصاب والعنف بأشكاله في الشارع والمنزل،
إنها ظاهرة اجتماعية خطيرة أنفقوا الملايين من أجل إيجاد علاج لها، فانظروا بماذا خرجوا أخيراً!!
فقد حذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة علي المزاج
مؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجاً.
وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد
وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات
بالإضافة إلي المشاكل الصحية الجسدية والعقلية.
وجد الأطباء علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطان
والجلطات والإحباط وحتى الإصابة بالزكام بشكل متكرر!!
وكانت مؤسسة العناية بالصحة العقلية قد أطلقت مسحاً يظهر خطر
هذه الظاهرة داعية إلى مواجهة خطرها لأنها تؤذي حياة الكثيرين.
وقال المدير التنفيذي في المؤسسة الدكتور "أندرو ماكالوك
إنه من الغريب أن يترك الناس وحيدين عندما يتعلق الأمر بشعور قوي
مثل الغضب في مجتمع يستطيعون فيه أن يحصلوا على مساعدة عند المعاناة
من الإحباط والقلق والذعر والخوف واضطرابات الأكل وغيرها من المشاكل النفسية.
إن هذا الغضب إذا استمر فسوف يهدم حياة الفرد.
وأقر الباحثون بأن معالجة مشكلة الغضب ليست بالأمر السهل لكن منافعها كبيرة جداً!!
وأكدت هذه الدراسة أن الغضب أصبح مشكلة كبرى تشمل ربع المجتمع
وتسبب الكثير من الإحباط، ولذلك أطلقوا نداء موحداً يؤكدون من خلاله
على ضرورة ألا يغضب الإنسان كوسيلة لعلاج معظم مشاكل المجتمع وبخاصة الشباب.
كما أكدت دراسة ثانية منشورة على موقع بي بي سي
أن هناك علاقة قوية بين الغضب وبين أمراض القلب والإصابة بالنوبة القلبية.
فقد وجدوا أن الإنسان الذي تعود على الغضب من المحتمل
أن يُصاب بأمراض في الأوعية القلبية أكثر ثلاثة أضعاف من الشخص الهادئ،
وأكد جميع الباحثين أن الغضب هو مسبب أساسي لارتفاع ضغط الدم ولأمراض السكر
واضطرابات القلب، حتى إن الذي يغضب لديه احتمال كبير
للإصابة بالنوبة القلبية المبكرة وقد يصاب بالموت المفاجئ!!
ونقول يا أحبتي!إن علماء الغرب يرددون كلام النبي عليه الصلاة والسلام
بعدما ثبت لهم أن الحل يكمن في هذه العبارة (لا تغضب)،
كم هذا النداء رائع
(لا تغضب) من رجل رحيم بأمته يريد الخير لهم؟؟
انظروا معي كيف يعود الغرب شيئاً فشيئاً إلى تعاليم الإسلام، ماذا يعني ذلك؟
إنه يعني شيئاً واحداً ألا وهو أن الإنسان عندما يبحث ويفكر ويكتشف الحقائق العلمية
ويخوض التجارب لابد أن يصل إلى نفس الحقائق التي جاء بها هذا النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه!!
ولكن في بحث جديد قام به باحثون في جامعة كاليفورنيا أثبتوا من خلاله
أن الغضب مفيد في حالة واحدة فقط،
وهي عندما تدافع عن شيء وتستخدم الحجج والبراهين
لتثبت صدق شيء ما،
فقد وجدوا أن الغضب يساعد في هذه الحالة فقط
على إقامة الحجة على الآخرين بشكل أكبر.
وهنا نقول سبحان الله! انظروا معي كيف أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم
كان يغضب في حالة واحدة عندما تُنتهك حرمة من حرمات الله،
وسبب غضبه لكي يعالج هذا التجاوز لحدود الله بشكل أفضل ما يمكن،
هذه هي أخلاق حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
إن الحقائق التي جاء بها رسولنا تمثل الفطرة التي فطر الله الناس عليها
وصدق الله عندما وصفه بصفة لم يصف بها غيره من
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ *
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم )
ِ
[التوبة: 128-129].
ـــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل